responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 989

أمّا بقاء عيسى (عليه السلام) لسبب و هو قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‌ و لم يؤمن به مذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد، فلا بدّ أن يكون هذا في آخر الزمان.

و أمّا الدجّال اللعين لم يحدث حدثا مذ عهد إلينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إنّه خارج فيكم الأعور الدجّال، و إنّ معه جبالا من خبز تسير معه إلى غير ذلك من آياته، فلا بدّ من أن يكون في آخر الزمان لا محالة.

و أمّا الإمام المهدي (عليه السلام) مذ غيبته عن الأبصار إلى يومنا هذا لم تملأ الأرض قسطا و عدلا كما تقدّمت الأخبار في ذلك مشروطا بآخر الزمان، فقد صارت هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم، فعلى هذا اتّفقت أسباب بقاء الثلاثة فلا بدّ أن يكون ذلك لصحّة أمر معلوم في وقت معلوم، و هما صالحان نبي و إمام، و طالح عدوّ اللّه و هو الدجّال، و قد تقدّمت الأخبار من الصحاح بما ذكرناه في صحّة بقاء الدجّال، مع صحّة بقاء عيسى عليه الصلاة و السلام، فما المانع من بقاء المهدي (عليه السلام) مع كون بقاءه باختيار اللّه و داخلا تحت مقدوره سبحانه و هو آية لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فعلى هذا هو أولى بالبقاء من الاثنين الآخرين، لأنّه إذا بقي المهدي (عليه السلام) كان إمام آخر الزمان يملأ الأرض قسطا و عدلا كما تقدّمت الأخبار، فيكون بقاؤه مصلحة للمكلّفين و لطفا بهم في بقائه من عند ربّ العالمين، و الدجّال إذا بقي فبقاؤه مفسدة للعالمين لما ذكر من ادّعائه الربوبيّة و فتكه بالأمّة، و لكن في بقائه ابتلاء من اللّه تعالى ليعلم المطيع منهم من العاصي، و المحسن من المسي‌ء، و المصلح من المفسد، و هذا هو الحكمة في بقاء الدجّال، و أمّا بقاء عيسى فهو سبب إيمان أهل الكتاب به للآية و التصديق بنبوّة سيّد الأنبياء محمّد خاتم النبيّين و رسول ربّ العالمين (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و يكون تبيانا لدعوى الإمام عند أهل الإيمان، و مصدّقا لما دعا إليه عند أهل الطغيان، بدليل صلاته خلفه و نصرته إيّاه، و دعائه إلى الملّة المحمّديّة الّتي هو إمام فيها، فصار بقاء المهدي (عليه السلام) أصلا، و بقاء الاثنين فرعا على بقائه، فكيف يصحّ بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما، و لو صحّ ذلك لصحّ وجود المسبّب من دون وجود السبب، و ذلك مستحيل في العقول.

و إنّما قلنا أنّ بقاء المهدي (عليه السلام) أصل لبقاء الاثنين لأنّه لا يصحّ وجود عيسى (عليه السلام) بانفراده غير ناصر لملّة الإسلام، و غير مصدّق للإمام لأنّه لو صحّ ذلك لكان منفردا بدولة و دعوة، و ذلك يبطل دعوة الإسلام من حيث أراد أن يكون تبعا، فصار متبوعا،

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 989
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست