responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 990

و أراد أن يكون فرعا فصار أصلا، و النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال: لا نبي بعدي، و قال (عليه السلام): الحلال ما أحلّ اللّه على لساني إلى يوم القيامة، و الحرام ما حرّم اللّه على لساني إلى يوم القيامة فلا بدّ من أن يكون له عونا و ناصرا و مصدّقا، و إذا لم يجد من يكون له عونا و مصدّقا لم يكن لوجوده تأثير، فثبت أنّ وجود المهدي (عليه السلام) أصل لوجوده.

و كذلك الدجّال اللعين لا يصحّ وجوده في آخر الزمان و لا يكون للامّة إماما يرجعون إليه و وزيرا يعولون عليه، لأنّه لو كان كذلك لم يزل الإسلام مقهورا و دعوته باطلة، فصار وجود الإمام أصلا لوجوده على ما قلناه.

و أمّا الجواب عن إنكارهم بقاءه في السرداب من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه، فعنه جوابان:

أحدهما: بقاء عيسى عليه الصلاة و السلام في السماء من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه، و هو بشر مثل المهدي (عليه السلام)، فكما جاز بقاؤه في السماء و الحالة هذه، فكذلك المهدي في السرداب.

فإن قلت: إنّ عيسى (عليه السلام) يغذّيه ربّ العالمين من خزانة غيبه.

قلت: لا تفنى خزائنه بانضمام المهدي إليه في غذائه.

فإن قلت: إنّ عيسى خرج عن طبيعة البشريّة.

قلت: هذه دعوى باطلة، لأنّه قال تعالى لأشرف الأنبياء: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‌.

فإن قلت: اكتسب ذلك من العالم العلوي.

قلت: هذا يحتاج إلى توقيف و لا سبيل إليه.

و الثاني: بقاء الدجّال في الدير على ما تقدّم بأشدّ الوثاق، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، و في رواية: في بئر موثوق، و إذا كان بقاء الدجّال ممكنا على الوجه المذكور من غير أحد يقوم به، فما المانع من بقاء المهدي (عليه السلام) مكرما من غير الوثاق؟ إذا الكلّ في مقدور اللّه تعالى، فثبت أنّه غير ممتنع شرعا و لا عادة.

ثمّ ذكر بعد هذه الأبحاث خبر سطيح و أنا أذكر منه موضع الحاجة إليه و مقتضاه أنّه يذكر لذي جدن الملك وقائع و حوادث تجري و زلازل من فتن ثمّ إنّه ذكر خروج المهدي (عليه السلام) و أنّه يملأ الأرض عدلا و تطيب الدنيا و أهلها في أيّام دولته (عليه السلام).

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي    الجزء : 2  صفحة : 990
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست