responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 378

حاجة المجتمع الإسلامي لمتخصصين في الثقافة الدينية

وحيث تحرر الدين وخرج عن هيمنة السلطة، لسقوط شرعية الدولة، نتيجة العوامل السابقة، فمن الطبيعي أن يحقق التوجه الديني المذكور الحاجة لجمهور المسلمين ـ على اختلاف توجهاتهم ـ إلى جماعة يتوجهون للثقافة الدينية، ويتخصصون فيه، ويعرفون به.

وهذه الطبقة قد كان لها وجود قبل ذلك من بقايا الصحابة والتابعين، خصوصاً من أصحاب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، إلا أنها كانت محاصرة ومعزولة عن المجتمع العام نتيجة الحجر الثقافي الذي قوي في عهد معاوية ولعدم حاجة المجتمع لها وعدم تبنيه لها بعد مرجعية السلطة في الدين. ومن ثم كانت معرضة للاضمحلال لو استمرت تلك المرجعية.

أما بعد سقوط شرعية السلطة، وفصل الدين عنها فقد قويت هذه الطبقة تدريجاً نتيجة حاجة المجتمع إليها وتعلقهم بها وتبنيهم له، وصار لها وجودها المتميز، على اختلاف توجهاته، من حملة الحديث الشريف، والفقهاء، ومفسري القرآن المجيد، والزهاد، والمتألهين، والوعاظ، ونحوهم ممن يتميز بجانب من جوانب الدين، ويكون مرجعاً أو قدوة فيه.

أهمية دور رجال الشيعة في مجال التخصص الديني

وقد كان لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) الحظ الأوفر من ذلك، لثقافتهم العالية الأصيلة، التي فتح الباب لها أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وتعاهدها الأئمة من ولده (عليهم السلام) . ولصدق لهجتهم في الحديث وثقة الناس بهم.

وقد فرضوا أنفسهم بذلك على عموم المسلمين، حتى ذكر الذهبي ـ مع ما هو عليه من التحامل على الشيعة ـ أنه لو ردّ حديث الشيعة لذهبت جملة من

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست