responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 377

ذلك يؤكد الاندفاع نحو الدين، لكونه مظهراً إرادياً أو لا إرادياً للتحدي العملي للسلطة، والاحتجاج الصامت عليه، الذي فيه السلامة من خطر الاحتكاك به. مع ما فيه من فضح السلطة، والتنبيه لسلبياته.

ولعل لهذين الأمرين أعظم الأثر في الصحوة الدينية التي تعيشها المجتمعات الإسلامية في أيامنا هذه بعد موجة التحلل من الدين، تبعاً للغرب والشرق الماديين، ثم ظهور العدوان منهما والتجاوز على حقوق الشعوب.

ثالثها: قوة التشيع وانتشاره بعد فاجعة الطف. حيث إن من أبرز مفاهيم التشيع وتعاليمه ضمّ العمل للعقيدة. فقد استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل بيته (صلوات الله عليهم) أن الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان [1] . وأكدوا (صلوات الله عليهم) على العمل كثير.

وكان التدين والالتزام بالأحكام الشرعية من السمات البارزة في الشيعة. وقد سبق عن سفيان الثوري قوله: "وهل أدركت خير الناس إلا الشيعة؟"، وسبق عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليه) ما يناسب ذلك [2] .

وذلك ينضم للعاملين السابقين في تنبيه عامة المسلمين لدينهم، وتحفيزهم على العمل بأحكامه، والتعرف عليها وعلى واقع دينهم في العقائد والفقه والسلوك والأخلاق.


[1] نهج البلاغة ج:4 ص:50. الخصال ص:178 ح:239، ص:179 ح:241. عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج:2 ص:204. سنن ابن ماجة باب في الإيمان. المعجم الأوسط ج:6 ص:226، ج:8 ص:262. تفسير القرطبي ج:1 ص:372. الدر المنثور ج:6 ص:100. تاريخ بغداد ج:1 ص:271 في ترجمة محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله. تهذيب الكمال ج:18 ص:82 في ترجمة عبد السلام بن صالح. سير أعلام النبلاء ج:15 ص:400 في ترجمة علي بن حمشاذ. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[2] تقدمت مصادره في ص:346.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست