الحشفة. و امّا الاستيصال رأسا فلا يفهم. كما انّ قطع الاوداج الاربعة فى الذبح يحصل بفصل شىء منها من الباقى و ان كان المفصول قليلا و الباقى كثيرا. و لم يعلم من الشرع ازيد من ذلك، مع حصول المعنى اللغوي و العرفي بذلك. فقطع الغرلة و الغلفة ايضا يحصل بذلك، و الاصل براءة الذمّة عمّا هو ازيد من ذلك. نعم الظاهر انّ ظهور ثقبة الحشفة ممّا لا بدّ منه. فلا يكفى مع استتاره و ان قطع من الجلدة شىء. كما يشعر بذلك الاخبار الواردة فى مذمة الاغلف، فانّ الظاهر منه المستتر بأجمعه.

و يؤيّد ذلك (بل يدل عليه) ما ورد فى وجوب اعادة الختان ان نبت الغلفة بعده فقد روى الصدوق فى كتاب اكمال الدين بسنده عن ابى الحسين محمد بن جعفر الاسدى فى ما ورد عليه من التوقيع عن محمد بن عثمان العمرى فى جواب مسائله عن صاحب الزمان (ع) «و امّا ما سألت عنه من امر المولود الذي تنبت غلفته بعد ما يختن، هل يختن مرّة اخرى. فانّه يجب ان تقطع غلفته، فانّ الارض تضجّ إلى اللّٰه عزّ و جل من بول الاغلف اربعين صباحا» [1] و رواه الطبرسي ايضا فى الاحتجاج. و وجه الدلالة: انّ الظاهر ان المراد به نبات الغلفة و صيرورتها بالصورة الاولى. و هذا لا يمكن غالبا فى ما لو استوصل الغلفة، بل هو فى ما قطع قليل منها، فيظهر من الرواية انّه لو لم تنبت ثانيا فى هذه الصورة لكان كافيا. و تعليله (ع) بضجيج الارض من بول الاغلف يشهد بأنّ مورد السؤال كان كذلك.

و يؤيّد ما ذكرنا ايضا ما ورد فى استحباب امرار الموسى على من ولد مختونا، كما رواه الصدوق ايضا فى كتاب المذكور «عن ابن ابى عمير: قال: سمعت ابا الحسن موسى بن جعفر (ع) يقول لمّا ولد الرضا: انّ ابنى هذا ولد مختونا، و ليس من الائمة- (عليهم السلام)- احد يولد الّا مختونا طاهرا مطهرا، و لكنّا سنمرّ عليه الموسى لإصابة السنّة و اتباع الحنيفية». [2] وجه التأييد انّه يحصل اصابة السنة بما نحن فيه بالطريق الاولى. و يؤيّده ايضا الرواية التى وردت فى انّ سارة لمّا عابت هاجر و أزرتها من اجل كونها غير مخفوضة، ولد لها اسحاق غير مختون، و امر ابراهيم بختن اسحاق و اذاقته حرّ الحديد لإزراء سارة هاجر. و جرت به السنّة فى اولاد اسحاق بعد ذلك، بعد ما كان السّيرة فى اولاد الانبياء ان يسقط غلفتهم يوم السابع مع سررهم [3]. و انّ اذاقة حرّ الحديد يحصل و ان لم

[1] المرجع: الباب 57 ح 1.

[2]- المرجع: الباب 53 ح 1.

[3]- المرجع: الباب 52 ح 6.