اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 86
و الثاني التالي المحمود مشهده* * * و أول الناس منهم صدّق الرّسلا
و يروى أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال لحسان: (هل قلت في أبي بكر شيئا؟) قال نعم فأنشده هذه الأبيات و فيها بيت رابع:
و ثاني اثنين في الغار المنيف [1]و قد* * * طاف العدوّ بهم إذ صعّدا الجبلا
فسر النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بذلك. و قال: (أحسنت يا حسان). خرجه أبو عمر، و روى أنه ضحك حتى بدت نواجده ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت. خرجه صاحب الصفوة في فضائله: قال أبو عمر و روى فيها بيت خامس.
و كان حبّ رسول اللّه قد علموا* * * من البريّة لم يعدل به رجلا
«شرح»- الشجو: الهم و الحزن هذا أصله و لا أرى له وجها هنا إلا أن يريد به ما كابده أبو بكر فأطلق عليه شجوا لاقتضائه ذلك أو أراد حزن أبي بكر بما جرى على النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)- النواجذ: جمع ناجذ و هو آخر الأضراس و للانسان أربعة نواجذ في أقصى الفم بعد الأرحاء و يسمى ضرس الحلم لأنه ينبت بعد البلوغ و كمال العقل. قاله الجوهري- أصعد: قال الجوهري يقال صعد في السلم و صعد في الجبل و على الجبل، و أصعد في الأرض أي مضى و سار فاستعاره للجبل و صعد و أصعد في الوادي انحدر.
و عن فرات بن السائب قال: قلت لميمون بن مهران أبو بكر الصديق أول إيمانا بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) أم علي بن أبي طالب؟ قال و اللّه لقد آمن أبو بكر بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) زمن بحيرا الراهب، و اختلف فيما بينه [2] و بين خديجة حتى
[1] غار ثور: في الطريق بين مكة و بين المدينة، الذي أوى- وقت الهجرة- إليه الرسول:
(صلّى اللّه عليه و سلّم)، و صاحبه أبو بكر: رضي اللّه عنه.