اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 251
و ينقسم نظره عند ملابسته الناس و مخالطتهم، فأقام إظهار عذره مقام حضوره لأنه رأى اليمين عذرا و لا أنه بقي على ما كان عليه من رؤية أحقيته، ثم لما تفرغ باله و انحل عقد يمينه و أمن ما يحذره من فوات ما تصدى له أرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ليجمع بين الانقياد حالا و مقالا، و لينفي الظن الناشئ عن الصورة الظاهرة، و يقطع مقال أهل الأهوية و إلا فقد كان الأول عنده كافيا، فلما جاءه أبو بكر أبدى له العذر في امتناعه أول وهلة لأنه لم يتقدم منه اعتذار عنه، و سكت عن العذر في استصحابه ذلك، لأنه كان قد اعتذر عنه بالألية فما احتاج إلى إعادته، و كان عذره عن الأول ما تقدم تقريره في منطوق بقوله: كنا نرى لنا حقا.
و مفهوم معناه: ثم اتضح لنا أحقيتك دوننا، و زال ما كان من تلك الرؤية. و إذا تقرر هذا فنقول: إذا دار الأمر بين أن تكون الرؤية الأولى دامت إلى حين الإرسال إليه أو انقطعت، و كان العذر في التخلف ما تقدم في الحديث المتقدم كان حمله على الثاني أولى جمعا بين الحديثين بحسب الإمكان، و متى أمكن الجمع كان أولى من إسقاط أحدهما.
ذكر بيعة الزبير
عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر لعلي بن أبي طالب: قد علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك، قال: صدقت يا خليفة رسول اللّه، فمد يده فبايعه فلما جاء الزبير قال: أ ما علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك؟ قال: فمد يده فبايعه- خرجه في فضائله و قال حديث حسن.
ذكر استقالة أبي بكر من البيعة
عن زيد بن أسلم قال: دخل عمر على أبي بكر و هو آخذ بطرف لسانه و هو يقول: إن هذا أوردني الموارد ثم قال يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم قال عمر: و اللّه لا نقيلك و لا نستقيلك؛ خرجه حمزة بن الحارث
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 251