responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 224

أبي بكر متفق على صحتها و هذه الأحاديث غايتها أن تكون حسنة، و إن صح منها شي‌ء عند بعضهم فلا يصح معارضا لما اتفق عليه.

الثاني تسليم صحتها مع بيان أنه لا دليل لكم فيها

قوله في الحديث الأول أن موسى استخلف هارون عند ذهابه إلى ربه إلى آخر ما قرره، قلنا الجواب عنه من وجهين: الأول: يقول هذا عدول عن ظاهر ما تعلق به لسان الحال و المقال، فإنه قال لعلي: تلك المقالة حين استخلفه لما توجه إلى غزوة تبوك على ما يتضح إن شاء اللّه تعالى في آخر هذا الكلام، و ذلك استخلاف حال الحياة، فلما رأى تألمه بسبب التخلف إما أسفا على الجهاد أو بسبب ما عرض من أذى المنافقين على ما سنبينه إن شاء اللّه تعالى قال له تلك المقالة إيذانا له بعلو مكانته منه و شرف منزلته التي أقامه فيها مقام نفسه، فالتنظير بينه و بين هارون إنما كان في استخلاف موسى له منضما إلى الإخوة و شد الأزر و العضد به، و كان ذلك كله حال الحياة مع قيام موسى فيما استخلفه فيه، يشهد بذلك صورة الحال، فليكن الحكم في علي كذلك منضما إلى ما يثبت له من إخوة النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و شد أزره و عضده به، غير أنه لم يشاركه في أمر النبوة كما شارك هارون موسى، فلذلك قال (صلّى اللّه عليه و سلّم): (إلا أنه لا نبي بعدي).

هذا سبيل النظير و لا إشعار في ذلك بما بعد الوفاة لا بنفي و لا بإثبات بل يقول لو حمل على ما بعد الوفاة لم يصح تنزيل علي من النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) منزلة هارون من موسى لانتفاء ذلك في هارون فإنه لم يكن الخليفة من بعد وفاة موسى و إنما كان الخليفة بعد يوشع بن نون فعلم قطعا أن المراد به الاستخلاف حال الحياة لمكان التشبيه و لم يوجد إلا في حال الحياة. لا يقال عدم استخلاف موسى هارون بعد وفاته إنما كان لفقد هارون حينئذ و لو كان حيا ما استخلف و اللّه أعلم غيره، بخلاف علي مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و إنما يتم دليلكم أن لو كان هارون حيا عند وفاته و استخلف غيره لأنا نقول‌

اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست