اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 223
حقه كذلك و قد تعذر وصفه بذلك في حال حياة المصطفى (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتعين أن يكون المراد به بعد وفاته.
و منها و هو أقواها سندا و متنا حديث عمران بن حصين أن عليا مني و أنا منه و هو والي كل مؤمن بعدي- خرجه أحمد و الترمذي و قال حسن غريب، و أبو حاتم و حديث بريدة لا تقع في علي فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي- خرجه أحمد، و الحديث الآخر من كنت وليه فعلي وليه- خرجه أبو حاتم.
و ستأتي هذه الأحاديث مستوفاة في خصائصه إن شاء اللّه تعالى وجه الدلالة أن الولي في اللغة المولى قاله الفراء و المتولي و منه أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ[1] أي متول أمري فيهما و ضد العدو بمعنى المحب و المتوالي و الناصر و منه إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أي يخوفكم أنصاره فحذف المفعول الأول كما تقول كسوت ثوبا أعطيت درهما.
و قيل معناه يخوفكم بأوليائه فحذف الجار و أعمل الفعل، و لا يتجه حمله على المحب و المتوالي إذ لا يكون التقييد بالبعدية معنى في الحديثين الأولين؛ فإنه رضى اللّه عنه كان محبا متواليا للمؤمنين في حياة المصطفى (صلّى اللّه عليه و سلّم) و بعد وفاته، و الحديث الثالث محمود على الأولين في إرادة البعدية حملا للمطلق على المقيد، فتعين أحد المعاني الثلاثة و أياما كان أفاد المقصود إما بمعنى الناصر فقد تقدم توجيهه في الحديث قبله و إما بمعنى المولى فإن حمل المولى على معنى يتجه في الحديث كما تقدم تقريره فالكلام فيه ما سبق و إن حمل على ما لا يتجه فلا تصح إرادته، و أما بمعنى المتولي فظاهر في المقصود بل صريح و اللّه أعلم.
قلنا الجواب من وجهين: الأول أن الأحاديث المعتمد عليها في خلافة