responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

الكلام معكم في ثنتين: أن المراد بهذا القول الاستخلاف في حال الحياة فكان التنزيل منزلة هارون من موسى و منزلة هارون من موسى في الاستخلاف لم تحقق إلا في حال الحياة فثبت أن المراد به ما تحقق لا أمر آخر وراء ذلك و إنما يتم متعلقكم منه أن لو حصل استخلاف هارون بعد وفاة موسى، ثم نقول هب أن المراد الاستخلاف عند الذهاب إلى الرب فلم قلتم أن ذلك بالموت و إنما يكون كذلك أن لو لم يكن إلا به و هو ممنوع و الذهاب إلى الرب سبحانه في الحياة أيضا و هل كان ذهاب موسى إلى ربه إلا في حال حياته و الصلاة مناجاة و الدعاء كذلك، و الحجاج و العمار و قد اللّه. فهل يكون الذهاب إلى شي‌ء من ذلك إلا ذهابا إلى الرب حقيقة و مطابقتها أوقع من مطابقة الذهاب بالموت.

فكل ذاهب إلى طاعة ربه ذاهب إلى ربه لا به متوجه إليه بها و إن كان في بعض التوجه أوقع منه في غيره هذا لا نزاع فيه، فيكون النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) استخلف عليا و هو ذاهب إلى ربه بالخروج إلى طاعته بالجهاد كما استخلف موسى هارون في حال حياته ذاهبا إلى ربه و اللّه أعلم.

الوجه الثاني أن سياق هذا القول خبر، و لو كان المراد به ما بعد الوفاة لوقع لا محالة كما وقع، كما أخبر عن وقوعه؛ فإن خبره (صلّى اللّه عليه و سلّم) حق و صدق‌ وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌ [1] و لما لم يقع علم قطعا أنه لم يرد ذلك.

و قوله: (أنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي). المراد به و اللّه أعلم: خليفتي على أهلي فإنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لم يستخلف إلا عليهم، و القرابة مناسبة لذلك و استخلف (صلّى اللّه عليه و سلّم) على المدينة محمد ابن مسلم الأنصاري و قيل سباع بن عرفطة ذكره ابن اسحاق و قال خلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في غزوة تبوك عليا على أهله و أمره بالإقامة فيهم فأرجف المنافقون على علي، و قالوا ما خلفه إلا


[1] سورة النجم الآية 3.

اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست