لا يخفى أن نظام الشورى وإن كان أفضل أنظمة الحكم بمنظار العصر، إلا أنه ثبت علمياً وعملياً أنه نظام فاشل في حفظ المبادئ التي يقوم عليها النظام، كخدمة الشعب المحكوم، وحفظ حقوق الإنسان، ونحو ذلك، حيث تتحكم فيه دواعي الإغراء، والتخويف، وقوى الإعلام والدعاية التي يسهل على أعداء تلك المبادئ، وعلى ذوي المصالح المشبوهة والشخصية، تسخيرها أو التعاون معه، لخدمة أغراضهم على حساب تلك المبادئ.
وإن أدنى ملاحظة لأوضاع العالم الحاضر، الذي ينسب للتحضر، ويتبنى نظام الشورى، تجعل ذلك ظاهراً جلياً غنياً عن الاستدلال والإثبات، بذكر الشواهد واستطراده.
ويزداد الأمر تعقيداً في النظام الديني الذي يحتاج لإحاطة تامة بأحكام الدين وتشريعاته ولأمانة عالية تحمل على رعايته، وكلاهما مفقود عند الكثرة الكاثرة من الناس، الذين عليهم يرتكز نظام الشورى، ومنهم المنتخِب والمنتخَب.