responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 275

قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي [1].

بينما خاتم الأنبياء يقول له الحق جل وعلا ابتداءاً منه تعالى أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [2].

إذنْ أسلوب التعريض أبلغ بكثير من أسلوب التصريح، ولذا قال علماء البلاغة، (الكناية أبلغ من التصريح) في البلوغ والوصول لهدف لهداية من التصريح، وهذا جواب عمن يقول لماذا لا يوجد تصريح في القرآن الكريم؟ فإنَّ التصريح في بعض حالاته يولِّد حالة تشنج وتمرد وعصيان لدى المخاطب، وربما تُولَّد له ردَّة فعل معاكسة.

بخلاف التعريض والتعبير الهادي الذي فيه توصية من النبي (ص) والأئمة (عليهم السلام) في عموم أبواب الدين، فمثلًا:- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه التوصية بأسلوب الرفق دون الحِدَّة؛ لأنَّ الرفع أبلغ وهو أسلوب الإحسان ونهج أئمتنا (عليهم السلام) في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية و ... بما في ذلك مجال الحرب والجانب العسكري فإنَّهم يتمتعون بأخلاق عسكرية عالية وشعارهم الرفق واللين والإحسان حتّى في ساحة الحرب، ولذا جسَّد هذا المعنى الإمام الحسين (ع) عندما قال يوم عاشوراء: أكره أنْ أبدأهم بقتال ... وكانت كلماته (ع) أهملوني أنْ أخاطبكم بكلام الله فيه رضاً لكم وموعظة وهداية ... وكل ما قال الحسين يوم كربلاء هو دائماً فيه أسلوب الرفق وهو أبلغ.

الخلاصة: إن التعريض كما ذكره أمير المؤمنين (ع) أبلغ من التصريح


[1] سورة طه: الآيات من 25- 27.

[2] سورة الشرح: الآية 1.

اسم الکتاب : تفسير أمومة الولاية و المحكمات للقرآن الكريم المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست