اسم الکتاب : تنقیح مبانیالاحکام- قصاص شرایع الاسلام المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 8
..........عدم
ترتّب القتل بأن یکون الداعی إلی ذلک الفعل قصد قتله کما إذا ضربه بالعصا و
لم یرفع حتی مات فإنّ الضرب المزبور و إن لا یترتب علیه القتل نوعا یعنی
غالبا، إلّا أنه حیث کان داعیه إلیه قصد قتله یکون القتل الواقع عمدیا و إن
ناقش فی کونه عمدا بعض الأصحاب علی ما قیل. و الوجه فی کونه قتلا عمدیا
هو أنّ الفعل العمدی ما صدر عن الفاعل بالقصد و المفروض وقوع الفعل و کون
الضارب قاصدا له. و یشهد لذلک صحیحة الحلبی، قال: قال أبو عبد اللّه علیه
السّلام: «العمد کلّ ما اعتمد شیئا فأصاب بحدیدة، أو بحجر أو بعصا أو
بوکزة، فهذا کلّه عمد» [1]. و فی صحیحة الحلبی و أبی الصباح الکنانی عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: «سألناه
عن رجل ضرب رجلا بعصا فلم یقلع عنه الضرب حتی مات، أ یدفع إلی ولیّ
المقتول فیقتله؟ قال: نعم، و لکن لا یترک یعبث فیه و لکن یجیز علیه بالسیف»
[2]. و لو فرض إطلاق هذه بالإضافة إلی الضرب بالعصا بقصد القتل أو عدمه
فیحمل علی صورة قصد القتل بما تقدم فی صحیحة الفضل بن عبد الملک من قوله:
(و سألته عن الخطأ الذی فیه الدیة و الکفّارة أ هو أن یتعمد ...). و مما
ذکرنا یظهر أنّه لا یحسب القتل عمدا ما إذا قصد الفعل الذی لا یکون قاتلا
غالبا و لم یکن الداعی له إلی الفعل المزبور قصد قتله و لکن [1] الوسائل: ج 19، الباب 11 من أبواب القصاص فی النفس، الحدیث 3: 24. [2] الوسائل: ج 19، الباب 11 من أبواب القصاص فی النفس، الحدیث 2: 24.
اسم الکتاب : تنقیح مبانیالاحکام- قصاص شرایع الاسلام المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 8