اسم الکتاب : تنقیح مبانیالاحکام- قصاص شرایع الاسلام المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 11
..........و
التأمل فی کلماتهم فی التفرقة بین التعمّد الحاصل بالمباشرة و التعمّد
الحاصل بالتسبیب بالمرتبة الأولی هو أنّه إذا لم یتوسّط بین زهوق الروح و
فعل الجانی شیء یصحّ معه إسناد القتل إلیه أیضا، بأن کان فعل الجانی من
السبب الأخیر، و العلّة التامّة للموت عرفا و إن کان فعله بالآلة، فهو من
التعمّد الحاصل بالمباشرة کما إذا قتله بذبحه أو خنقه بیده أو سقی السم
القاتل بإیجاره فی حلقه و ضربه بالسیف فی عنقه أو السکین أو المثقل و
الحجر، أو جرحه فی موضع یقتل بجرحه فیه أو بغرزة الابرة فیه، بخلاف التسبیب
فإنّه یتوسط بین فعل الجانی و زهوق روحه ما یصح إسناد القتل إلیه کما إذا
رماه بسهم فی قلبه فمات، حیث یصحّ أن یقال قتله السهم أو رماه بحجر
المنجنیق حیث یقال: إنّ حجره قتله. و لکن فی بعض الأمثلة التی ذکروها
للتعمّد بالتسبیب تأمّل، کما لو خنقه بحبل لم یرخ عنه حتّی مات فإنه لا فرق
بینه و بین الخنق بیدیه أو ذبحه بالسکین أو غیره. و علی کلّ تقدیر،
فالتفرقة بین التعمد الحاصل بالمباشرة أو بالتسبیب بالمرتبة الأولی غیر
مهمّ فی المقام؛ لأنّ الموضوع للقصاص قتل النفس المحترمة المکافئة عمدا و
عدوانا سواء کان ذلک القتل بالمباشرة أو بالتسبیب کما أنّ الموضوع للدیة هو
القتل خطأ و یکون القتل خطأ فی القتل بالمباشرة کما إذا رأی فی الظلمة
شیئا فاعتقد أنه سبع فقدّه نصفین بالسیف ثم بان أنه کان إنسانا محقون الدم. و علی کلّ، نتعرّض فی المقام لصور القتل بالتسبیب بمراتبه الأربع و الصور التی ذکرها الماتن (قدس سره) لکلّ منها.
اسم الکتاب : تنقیح مبانیالاحکام- قصاص شرایع الاسلام المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 11