أجمع المسلمون على
وجوب العمل بالقرآن الموجود الآن واتّباعه. وقد وقع الخلاف بين أصحابنا في تغييره
، وتحريفه. فمعظم الأخباريّين على أنّه وقع فيه التحريف ، والزيادة ، والنقصان [١]. والصدوق [٢] والسيّد [٣] والطبرسي وأكثر المجتهدين على أنّه لم يقع فيه ذلك [٤] ، بل القرآن الذي نزل به جبرئيل هو ما بين دفّتي المصحف من غير زيادة ونقصان.
احتجّ الأوّلون
بوجوه :
منها : استفاضة
الأخبار بالسقوط في بعض المواضع المعيّنة من القرآن ، والتحريف في بعضها ، كآية
الغدير [٥] ، وآية ( وَإِنْ خِفْتُمْ
أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى )[٦] ، وآية ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ )[٧] ، وغيرها [٨].
ومنها : الأخبار [٩] الدالّة على وقوع تحريف وزيادة في القرآن من غير تعيين موضعهما [١٠].
ومنها : أنّ كتّاب
الوحي كانوا أربعة عشر رجلا ، والقرآن نزل منجّما بحسب المصالح ، وكانوا في الأغلب
لا يكتبون إلاّ آيات الأحكام وما ينزل في المجامع ، ولم يكونوا متمكّنين من كتابة
ما ينزل في خلوات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل كتابة الجميع كان منحصرا بعليّ عليهالسلام ، فكان