responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 7

صوت‌

صاحبا سوء صحبتهما

صاحباني يوم أرتحل‌

و يقولان: ارتحل معنا

فأنادي [1]: إنّني ثمل‌

إنّني باكرت مترعة

مزّة راووقها خضل [2]

/ الغناء في البيتين الأخيرين لنشو خفيف رمل و أوله:

و يقولان اصطبح معنا

قال الأصبهانيّ: و هذه القصة كانت لأبي محجن في يوم من أيّام حرب القادسية يقال له: يوم أرماث، و كانت أيّامها المشهورة يوم أغواث و يوم أرماث و يوم الكتائب و خبرها يطول جدّا؛ و ليس في كلّها كان لأبي محجن خبر، و إنما ذكرنا هاهنا خبره، فذكرنا منها ما كان اتّصاله بخبر أبي محجن.

حدّثنا بذلك محمد بن جرير الطّبريّ، قال: كتب إليّ السّريّ بن يحيى؛ يذكر عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن طلحة و زياد و ابن مخراق، عن رجل من طيئ قال:

لمّا كان يوم الكتائب اقتتل المسلمون و الفرس منذ أصبحوا إلى أن انتصف النّهار، فلما غابت [3] الشّمس تزاحف الناس فاقتتلوا حتى انتصف اللّيل؛ و هذه اللّيلة الّتي كان في صبيحتها يوم أرماث، و قد كان المسلمون يوم أغواث أشرفوا على الظّفر و قتلوا عامّة أعلام الفرس، و جالت خيلهم في القلب، فلو لا أنّ رجلهم [4] ثبتوا حتى كرّت الخيل لكان رئيسهم قد أخذ؛ لأنه كان ينزل عن فرسه؛ و يجلس على سريره، و يأمر النّاس بالقتال؛ قالوا: فلمّا انتصف اللّيل تحاجز الناس، و بات المسلمون ينتمون منذ لدن أمسوا.

و سمع ذلك سعد فاستلقى لينام، و قال لبعض من عنده: إن تمّ الناس على الانتماء فلا توقظني فإنهم أقوياء على عدوّهم؛ و إن سكتوا و سكت العدو فلا تنبّهني فإنهم على السواء؛ و إن سمعت العدوّ ينتمون و هؤلاء سكوت فأنبهني فإن انتماء العدوّ من السّوء.

/ قالوا: و لما اشتدّ القتال في تلك الليلة، و كان أبو محجن قد حبسه سعد بكتاب عمر، و قيّده فهو في القصر، صعد أبو محجن إلى سعد يستعفيه و يستقيله، فزبره [5] و ردّه، فنزل فأتى سلمى بنت أبي حفصة فقال:

يا بنت آل أبي حفصة، هل لك إليّ خير؟ قالت: و ما ذاك؟ قال: تخلّين عنّي و تعيرينني البلقاء، فللّه عليّ إن سلّمني اللّه أن أرجع إلى حضرتك حتى تضعي رجليّ في قيدي. فقالت: و ما أنا و ذاك؟ فرجع يرسف في قيوده و يقول:

كفى حزنا أن تردي [6] الخيل بالقنا

و أترك مشدودا عليّ وثاقيا


[1] في: ما، مج، س «و أقول».

[2] الراووق: الباطية أو الكأس، و الخضل: المبتلّ النديّ.

[3] ف «فلما قامت الشمس».

[4] الرجل: جمع الراجل و هو الماشي على رجليه.

[5] زبره عن كذا: منعه و نهاه.

[6] في ما، مج، المختار «ترتدي». و ردي الفرس: رجم الأرض بحوافره في سيره و عدوه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست