responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 6

أحب الشموس الأنصارية فشكاه زوجها لعمر

هذه رواية ابن الأعرابيّ عن المفضّل، قال ابن الأعرابيّ: و حدّثني ابن دأب بسبب نفي عمر إيّاه، فذكر أنّ أبا محجن هوي امرأة من الأنصار يقال لها شموس، فحاول النّظر إليها بكلّ حيلة، فلم يقدر عليها، فآجر نفسه من عامل يعمل في حائط [1] إلى جانب منزلها، فأشرف من كوّة [2] في البستان، فرآها فأنشأ يقول:

و لقد نظرت إلى الشّموس و دونها

حرج من الرّحمن غير قليل‌

قد كنت أحسبني كأغنى واحد

ورد المدينة عن زراعة فول‌

رجع إلى حديث فراره من ابن جهراء

فاستعدى زوجها عليه عمر بن الخطّاب، فنفاه إلى حضوضى، و بعث معه رجلا يقال له ابن جهراء قد كان أبو بكر رضي اللّه عنه يستعين به، قال له عمر: لا تدع أبا محجن يخرج معه سيفا، فعمد أبو محجن إلى سيفه فجعل نصله في غرارة و جعل جفنة في غرارة أخرى، فيهما دقيق له.

فلما انتهى به إلى السّاحل و قرب البوصيّ اشترى أبو محجن شاة و قال لابن جهراء: هلمّ نتغدّ و وثب إلى الغرارة كأنّه يخرج منها فأخذ السيف، فلما رآه ابن جهراء و السيف في يده خرج يعدو حتى ركب بعيره راجعا إلى عمر، فأخبره الخبر.

قاتل العجم يوم أرماث بعد أن أطلقته امرأة بن أبي وقاص‌

و أقبل أبو محجن إلى سعد بن أبي وقّاص و هو يقاتل العجم يوم القادسيّة، و بلغ عمر خبره، فكتب إلى سعد بحبسه، فحبسه، فلما كان يوم أرماث [3]؛ و التحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تعطيه فرس سعد و تحلّ قيده ليقاتل المشركين، فإن استشهد فلا تبعة عليه، و إن سلم عاد حتى يضع رجله في القيد، فأعطته الفرس، و خلّت سبيله، و عاهدها على الوفاء، فقاتل فأبلى بلاء حسنا إلى الليل، ثم عاد إلى حبسه.

حدّثني بهذا الحديث عمّي عن الخرّاز، عن المدائنيّ، عن إبراهيم بن حكيم، عن عاصم بن عروة:

أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه غرّب رجلا من ثقيف و هو أبو محجن، و كان يدمن الخمر و أمر ابن جهراء النّصريّ و رجلا آخر أن يحملاه في البحر، و ذكر الخبر مثل الّذي قبله، و زاد فيه: و قال أبو محجن أيضا:


[1] الحائط: البستان.

[2] الكوة: الخرق.

[3] ف: يوم «قس الناطف»، و في «معجم البلدان» 1- 211: أرماث كأنه جمع رمث: اسم نبت بالبادية، كان أول يوم من أيام القادسية يسمونه يوم أرماث، و ذلك في أيام عمر بن الخطاب و إمارة سعد بن أبي وقاص، قال ياقوت: و لا أدري أ هو موضع أم أرادوا النبت المذكور.

قال عمرو بن شأس الأسدي:

عشية أرماث و نحن نذودهم‌

ذياد العوافي عن مشاربها عكلا

و فيه 4- 97: قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي كانت به وقعة بين الفرس و المسلمين في سنة 13 ه في خلافة عمر بن الخطاب، و أمير المسلمين أبو عبيد بن مسعود بن عمرو، و يعرف هذا اليوم بيوم الجسر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست