responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 64

ألا ربّما ضاق الفضاء بأهله‌

و أمكن من بين الأسنّة مخرج‌

قصيدته في ابن عباد وزير المأمون حين أبعده‌

قال الأصبهانيّ: و هذا الشعر لمحمد بن وهيب يقوله في ابن عبّاد وزير المأمون، و كان له صديقا، فلما ولي الوزارة اطّرحه لانقطاعه إلى الحسن بن سهل فقال فيه قصيدة أوّلها:

تكلّم بالوحي البنان المخضّب‌

و للّه شكوى معجم كيف يعرب؟

أ إيماء أطراف البنان و وجهها

أباتا له كيف الضّمير المغيّب؟

و قد كان حسن الظّنّ أنجب مرّة

فأحمد عقبى أمره المتعقّب‌

فلما تدبّرت الظّنون [1] مراقبا

تقلّب حاليها إذا هي تكذب‌

بدأت بإحسان فلما شكرته‌

تنكّرت لي حتى كأنّي مذنب‌

و كلّ فتى يلقي الخطوب بعزمه‌

له مذهب عمّن له عنه مذهب‌

/ و هل يصرع الحبّ الكريم و قلبه‌

عليم بما يأتي و ما يتجنّب‌

تأنّيت حتى أوضح العلم أنّني‌

مع الدهر يوما مصعد و مصوّب‌

و ألحقت أعجاز الأمور صدورها

و قوّمها غمز القداح المقلّب‌

و أيقنت أن اليأس للعرض صائن‌

و أن سوف أغضي للقذي حين أرغب‌

أ غادرتني بين الظّنون مميّزا

شواكل أمر بينهن مجرّب‌

يقرّبني من كنت أصفيك دونه‌

بودّي و تنأى بي فلا أتقرّب‌

فللّه حظّي منك كيف أضاعه‌

سلوّك عنّي و الأمور تقلب‌

أبعدك أستسقي بوارق مزنة

و إن جاد هطّل من المزن هيدب [2]

إذا ما رأيت البرق أغضيت دونه‌

و قلت إذا ما لاح: ذا البرق خلّب‌

و إن سنحت لي فرصة لم أسامها

و أعرضت عنها خوف ما أترقّب‌

تأدّبت عن حسن الرّجاء فلن أرى‌

أعود له إن الزّمان [3] مؤدّب‌

و قال له أيضا:

هل الهمّ إلا كربة تتفرّج‌

لها معقب تحدى إليه و تزعج [4]

و ما الدّهر إلا عائد مثل سالف‌

و ما العيش إلا جدّة ثم تنهج [5]

و كيف أشيم البرق و البرق خلّب‌

و يطمعني ريعانه المتبلّج [6]

/ و كيف أديم الصبر لابي ضراعة

و لا الرّزق محظور و لا أنا محرج؟


[1] ف «الأمور».

[2] الهيدب: السحاب المتدلى الّذي يدنو من الأرض و يرى كأنه خيوط عند انصبابه.

[3] مي، مم «الرجاء».

[4] مي «هل الدهر» بدل «هل الهم».

[5] المختار:

« ما الدهر إلا غابر»

. الجدّة: الطريقة. و تنهج: تبلى.

[6] المختار:

« مطمعني إنعامه المتبلج»

. و المبتلج: المنير.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست