responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 65

ألا ربّما كان التّصبّر ذلّة

و أدنى إلى الحال الّتي هي أسمج‌

و هل يحمل الهمّ الفتى و هو ضامن‌

سرى الليل رحّال العشيّات مدلج‌

و لا صبر ما أعدى على الدّهر مطلب‌

و أمكن إدلاج و أصحر منهج [1]

ألا ربّما ضاق الفضاء بأهله‌

و أمكن من بين الأسنّة مخرج‌

و قد يركب الخطب الّذي هو قاتل‌

إذا لم يكن إلا عليه معرّج‌

مدح الأفشين فأجازه المعتصم‌

حدثني بعض أصحابنا عن أحمد بن أبي كامل قال:

كان محمد بن وهيب تيّاها شديد الذّهاب بنفسه، فلمّا قدم الأفشين- و قد قتل بابك- مدحه بقصيدته الّتي أوّلها:

طلول و مغانيها

تناجيها و تبكيها

يقول فيها:

بعثت الخيل، و الخير

عقيد في نواصيها

و هي من جيّد شعره، فأنشدناها ثم قال: ما لها عيب سوى أنها لا أخت لها.

قال: و أمر المعتصم للشعراء الذين مدحوا الأفشين بثلاثمائة ألف درهم جرت تفرقتها على يد ابن أبي دواد، فأعطى منها محمد بن وهيب ثلاثين ألفا، و أعطى أبا تمّام عشرة آلاف درهم. قال ابن أبي كامل: فقلت لعليّ بن يحيى المنجّم: أ لا تعجب من هذا الحظّ؟ يعطى أبو تمام عشرة آلاف و ابن وهيب ثلاثين ألفا، و بينهما كما بين السماء و الأرض./ فقال: لذلك علّة لا تعرفها؛ كان ابن وهيب مؤدّب الفتح بن خاقان، فلذلك وصل إلى هذه الحال.

يذكر الدنيا و يصف حاله و هو عليل‌

أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ. قال: حدثني أبو زكوان، قال:

حدثني من دخل إلى محمد بن وهيب يعوده و هو عليل قال: فسألته عن خبره فتشكّى ما به ثم قال:

نفوس المنايا بالنّفوس تشعّب‌

و كلّ له من مذهب الموت مذهب‌

نراع لذكر الموت ساعة ذكره‌

و تعترض الدّنيا فنلهو و نلعب‌

و آجالنا في كلّ يوم و ليلة

إلينا على غرّاتنا تتقرّب‌

أ أيقن أنّ الشيب ينعى حياته‌

مدرّ لأخلاف الخطيئة مذنب‌

يقين كأنّ الشّكّ أغلب أمره‌

عليه و عرفان إلى الجهل ينسب‌

و قد ذمّت الدّنيا إليّ نعيمها

و خاطبني إعجامها و هو معرب‌


[1] البيت من نسختي مي، مم. و جاء مكان هذا البيت في المختار:

أبي لي إغضاء الجفون على القذى‌

يقيني ألّا عسر إلا سيفرج‌

و أصحر: اتسع.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست