كان محمد بن وهيب تيّاها
شديد الذّهاب بنفسه، فلمّا قدم الأفشين- و قد قتل بابك- مدحه بقصيدته الّتي
أوّلها:
طلول و مغانيها
تناجيها و تبكيها
يقول فيها:
بعثت الخيل، و الخير
عقيد في نواصيها
و هي من جيّد شعره،
فأنشدناها ثم قال: ما لها عيب سوى أنها لا أخت لها.
قال: و أمر المعتصم
للشعراء الذين مدحوا الأفشين بثلاثمائة ألف درهم جرت تفرقتها على يد ابن أبي دواد،
فأعطى منها محمد بن وهيب ثلاثين ألفا، و أعطى أبا تمّام عشرة آلاف درهم. قال ابن
أبي كامل: فقلت لعليّ بن يحيى المنجّم: أ لا تعجب من هذا الحظّ؟ يعطى أبو تمام
عشرة آلاف و ابن وهيب ثلاثين ألفا، و بينهما كما بين السماء و الأرض./ فقال: لذلك
علّة لا تعرفها؛ كان ابن وهيب مؤدّب الفتح بن خاقان، فلذلك وصل إلى هذه الحال.
يذكر الدنيا و يصف حاله
و هو عليل
أخبرني محمد بن يحيى
الصّوليّ. قال: حدثني أبو زكوان، قال:
حدثني من دخل إلى محمد بن
وهيب يعوده و هو عليل قال: فسألته عن خبره فتشكّى ما به ثم قال:
نفوس المنايا
بالنّفوس تشعّب
و كلّ له من مذهب الموت مذهب
نراع لذكر الموت ساعة
ذكره
و تعترض الدّنيا فنلهو و نلعب
و آجالنا في كلّ يوم
و ليلة
إلينا على غرّاتنا تتقرّب
أ أيقن أنّ الشيب
ينعى حياته
مدرّ لأخلاف الخطيئة مذنب
يقين كأنّ الشّكّ
أغلب أمره
عليه و عرفان إلى الجهل ينسب
و قد ذمّت الدّنيا
إليّ نعيمها
و خاطبني إعجامها و هو معرب
[1]
البيت من نسختي مي، مم. و جاء مكان
هذا البيت في المختار: