responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 56

فأعجم عنها ناطق و هو معرب‌

و أعربت العجم الجفون العواطر [1]

أ لم تغذني السّرّاء في ريّق الهوى [2]

غريرا بما تجني عليّ الدّوائر

تسالمني الأيّام في عنفوانه‌

و يكلؤني طرف من الدهر ناظر

حتى انتهى إلى قوله:

/

إلى الحسن الباني العلا يمّمت بنا [3]

عوالي المنى حيث الحيا المتظاهر

إلى الأمل المبسوط و الأجل الّذي‌

بأعدائه تكبوا الجدود العواثر

و من أنبعت عين المكارم كفّه‌

يقوم مقام القطر و الروض دائر

تعصّب تاج الملك في عنفوانه‌

و أطّت به عصر الشّباب المنابر [4]

تعظّمه [5] الأوهام قبل عيانه‌

و يصدر عنه الطّرف و الطّرف حاسر

به تجتدى النّعمى و تستدرك المنى‌

و تستكمل الحسنى و ترعى الأواصر

أصات بنا داعي نوالك مؤذنا

بجودك إلا أنه لا يحاور [6]

قسمت صروف الدهر بأسا و نائلا

فمالك موتور و سيفك واتر

و لمّا رأى اللّه الخلافة قد وهت‌

دعائمها و اللّه بالأمر خابر

بنى بك أركانا عليك محيطة

فأنت لها دون الحوادث ساتر [7]

و أرعن فيه للسوابغ جنّة

و سقف سماء أنشأته الحوافر [8]

يعني أنّ على الدروع من الغبار ما قد غشيها فصار كالجنة لها.

لها فلك فيه الأسنّة أنجم‌

و نقع المنايا مستطير و ثائر

أجزت قضاء الموت في مهج العدا

ضحى فاستباحتها المنايا الغوادر

/ لك اللّحظات الكالئات قواصدا

بنعمى و بالبأساء و هي شوازر [9]

و لم لم تكن إلا بنفسك فاخرا

لما انتسبت إلّا إليك المفاخر

قال: فطرب أبو محمد حتى نزل عن سريره إلى الأرض و قال: أحسنت و اللّه و أجملت، و لو لم تقل قط


[1] في ب:

« أعجبت العجم»

. و في مي، مد:

«الجفون الفواتر»

. و في ف:

«الجفون النواظر»

. [2] ب:

« لم تقذني السراء في رتق الهوى»

. [3] ف:

«... المعالي صمت بنا»

. [4] و أطت المنابر: صوتت. و في ف:

« أطت به غض الشباب المآثر»

. [5] ب «تعطفه».

[6] ب:

«أهاب بنا ...

بدونك إلا أنه لا يحاور»

. [7] في المختار: جاء عجز البيت التالي مكان هذا العجز.

[8] جيش أرعن: له فضول يشبه رعن الجبل. و يقال: لقوهم بأرعن أي بجيش مضطرب لكثرته. و السوابغ جمع سابغة، و هي الدرع الواسعة. الجنة: السترة. الحوافر جمع حافر، و هو من الدابة بمنزلة القدم للإنسان.

[9] في ب:

« بالبأساء فيه شواذر»

. و الشوازر من شزره و شزر إليه: نظر إليه بمؤخر عينه. و أكثر ما يكون في حال الإعراض أو الغضب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست