فأعجم عنها ناطق و هو معرب
و أعربت العجم الجفون العواطر [1]
أ لم تغذني السّرّاء في ريّق الهوى [2]
غريرا بما تجني عليّ الدّوائر
تسالمني الأيّام في عنفوانه
و يكلؤني طرف من الدهر ناظر
حتى انتهى إلى قوله:
/
إلى الحسن الباني العلا يمّمت بنا [3]
عوالي المنى حيث الحيا المتظاهر
إلى الأمل المبسوط و الأجل الّذي
بأعدائه تكبوا الجدود العواثر
و من أنبعت عين المكارم كفّه
يقوم مقام القطر و الروض دائر
تعصّب تاج الملك في عنفوانه
و أطّت به عصر الشّباب المنابر [4]
تعظّمه [5] الأوهام قبل عيانه
و يصدر عنه الطّرف و الطّرف حاسر
به تجتدى النّعمى و تستدرك المنى
و تستكمل الحسنى و ترعى الأواصر
أصات بنا داعي نوالك مؤذنا
بجودك إلا أنه لا يحاور [6]
قسمت صروف الدهر بأسا و نائلا
فمالك موتور و سيفك واتر
و لمّا رأى اللّه الخلافة قد وهت
دعائمها و اللّه بالأمر خابر
بنى بك أركانا عليك محيطة
فأنت لها دون الحوادث ساتر [7]
و أرعن فيه للسوابغ جنّة
و سقف سماء أنشأته الحوافر [8]
يعني أنّ على الدروع من الغبار ما قد غشيها فصار كالجنة لها.
لها فلك فيه الأسنّة أنجم
و نقع المنايا مستطير و ثائر
أجزت قضاء الموت في مهج العدا
ضحى فاستباحتها المنايا الغوادر
/ لك اللّحظات الكالئات قواصدا
بنعمى و بالبأساء و هي شوازر [9]
و لم لم تكن إلا بنفسك فاخرا
لما انتسبت إلّا إليك المفاخر
قال: فطرب أبو محمد حتى نزل عن سريره إلى الأرض و قال: أحسنت و اللّه و أجملت، و لو لم تقل قط
[1] في ب:
« أعجبت العجم»
. و في مي، مد:
«الجفون الفواتر»
. و في ف:
«الجفون النواظر»
. [2] ب:
« لم تقذني السراء في رتق الهوى»
. [3] ف:
«... المعالي صمت بنا»
. [4] و أطت المنابر: صوتت. و في ف:
« أطت به غض الشباب المآثر»
. [5] ب «تعطفه».
[6] ب:
«أهاب بنا ...
بدونك إلا أنه لا يحاور»
. [7] في المختار: جاء عجز البيت التالي مكان هذا العجز.
[8] جيش أرعن: له فضول يشبه رعن الجبل. و يقال: لقوهم بأرعن أي بجيش مضطرب لكثرته. و السوابغ جمع سابغة، و هي الدرع الواسعة. الجنة: السترة. الحوافر جمع حافر، و هو من الدابة بمنزلة القدم للإنسان.
[9] في ب:
« بالبأساء فيه شواذر»
. و الشوازر من شزره و شزر إليه: نظر إليه بمؤخر عينه. و أكثر ما يكون في حال الإعراض أو الغضب.