responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 55

و ما زلت أسترعي [1] لك اللّه غائبا

و أظهر إشفاقا عليك و أكتم‌

و أعلم أنّ الجود ما غبت غائب‌

و أنّ النّدى في حيث كنت مخيّم [2]

إلى أن زجرت الطير سعدا سوانحا

و حمّ لقاء بالسّعود و مقدم‌

و ظلّ يناجيني بمدحك خاطر [3]

و ليلي ممدود الرّواقين أدهم‌

و قال: طواه الحجّ فاخشع لفقده‌

و لا عيش حتى يستهلّ المحرّم‌

سيفخر ما ضمّ الحطيم و زمزم‌

بمطّلب لو أنه يتكلّم‌

و ما خلقت إلا من الجود كفّه‌

على أنها و البأس خدنان توأم‌

أعدت إلى أكناف مكة بهجة

خزاعيّة كانت تجلّ و تعظم‌

ليالي سمّار الحجون إلى الصّفا

خزاعة إذ خلّت لها البيت جرهم‌

و لو نطقت بطحاؤها و حجونها

و خيف منّى و المأزمان [4] و زمزم‌

إذا لدعت [5] أجزاء جسمك كلها

تنافس في أقسامه لو تحكّم‌

و لو ردّ مخلوق إلى بدء خلقه‌

إذا كنت جسما بينهن تقسّم‌

/ سما بك منها كل خيف فأبطح‌

نما بك [6] منه الجوهر المتقدّم‌

و حنّ إليك الركن حتى كأنّه‌

و قد جئته خلّ عليك مسلّم‌

قال: فوصله صلة سنية و أهدى له هدية حسنة من طرف ما قدم به و حمله، و اللّه أعلم.

مدح الحسن بن سهل فأطربه و لم يقصد غيره إلى أن مات‌

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني الحسن بن الحسن بن رجاء، عن أبيه و أهله،/ قالوا:

كان محمد بن وهيب الحميريّ لمّا قدم المأمون من خراسان مضاعا مطّرحا، إنما يتصدى للعامة و أوساط الكتّاب [7] و القوّاد بالمديح و يسترفدهم فيحظى باليسير، فلما هدأت الأمور و استقرّت و استوسقت جلس أبو محمد الحسن بن سهل يوما منفردا بأهله و خاصّته و ذوي مودّته و من يقرب من أنسه، فتوسل إليه محمد بن وهيب بأبي حتى أوصله مع الشعراء، فلما انتهى إليه القول استأذن في الإنشاد فأذن له، فأنشده قصيدته الّتي أولها:

ودائع أسرار طوتها السرائر

و باحت بمكتوماتهنّ النّواظر

ملكت بها [8] طيّ الضمير و تحته‌

شبالوعة عضب الغرارين باتر


[1] ب «أستدعي» و أسترعي لك اللّه: أطلب منه أن يرعاك.

[2] ب:

«في حيث أنت مخيم»

. [3] ب «خاطري».

[4] المأزمان: موضع بمكة بين المشعر الحرام و مكة.

[5] ف:

«إذا لادعت ...

تنافس في أحكامها»

. [6] ف:

«نصابك منه»

. [7] مي «و أوساط الناس من الكتاب».

[8] ف:

«تمكن في طي الضمير»

. و في المختار:

«ملكن إلى طي الضمير»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست