و لا تقول في باقي دهرك
غير هذا لما احتجت إلى القول، و أمر له بخمسة آلاف دينار فأحضرت و اقتطعه إلى
نفسه، فلم يزل في جنبته [1] أيّام ولايته و بعد ذلك إلى أن مات ما تصدّى لغيره.
تردد على علي بن هشام
فحجبه فهجاه هجاء موجعا
حدّثني أحمد بن جعفر جحظة،
قال: حدثني ميمون بن هارون، قال:
كان/ محمد بن وهيب
الحميريّ الشاعر قد مدح عليّ بن هشام و تردّد إليه و إلى بابه دفعات، فحجبه و لقيه
يوما، فعرض له في طريقه و سلّم عليه، فلم يرفع إليه طرفه، و كان فيه تيه شديد،
فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها، فلما وصلت إليه خرّقها و قال: أيّ شيء يريد هذا
الثقيل السّيّئ الأدب؟ فقيل له ذلك فانصرف مغضبا و قال: و اللّه ما أردت ماله و
إنما أردت التوسّل بجاهه سيغني اللّه جل و عز عنه، أما و اللّه ليذمّنّ مغبّة
فعله. و قال يهجوه:
قال: فحدّثني بعض بني هاشم
أنّ هذه الأبيات لمّا بلغت عليّ بن هشام ندم على ما كان منه، و جزع لها و قال: لعن
اللّه اللّجاج فإنه شرّ خلق تخلّقه الناس، ثم أقبل على أخيه الخليل بن هشام فقال:
اللّه يعلم أني لا أدخل على الخليفة و عليّ السيف إلا و أنا مستح منه، أذكر قول
ابن وهيب فيّ:
لم تند كفّاك من بذل
النّوال كما
لم يند سيفك مذ قلّدته بدم
حدثني محمد بن يحيى
الصّوليّ، قال: حدثني ميمون [6] بن هارون، قال: من سمع ابن الأعرابيّ، يقول: