responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 57

و لا تقول في باقي دهرك غير هذا لما احتجت إلى القول، و أمر له بخمسة آلاف دينار فأحضرت و اقتطعه إلى نفسه، فلم يزل في جنبته [1] أيّام ولايته و بعد ذلك إلى أن مات ما تصدّى لغيره.

تردد على علي بن هشام فحجبه فهجاه هجاء موجعا

حدّثني أحمد بن جعفر جحظة، قال: حدثني ميمون بن هارون، قال:

كان/ محمد بن وهيب الحميريّ الشاعر قد مدح عليّ بن هشام و تردّد إليه و إلى بابه دفعات، فحجبه و لقيه يوما، فعرض له في طريقه و سلّم عليه، فلم يرفع إليه طرفه، و كان فيه تيه شديد، فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها، فلما وصلت إليه خرّقها و قال: أيّ شي‌ء يريد هذا الثقيل السّيّئ الأدب؟ فقيل له ذلك فانصرف مغضبا و قال: و اللّه ما أردت ماله و إنما أردت التوسّل بجاهه سيغني اللّه جل و عز عنه، أما و اللّه ليذمّنّ مغبّة فعله. و قال يهجوه:

أزرت بجود عليّ خيفة العدم [2]

فصدّ منهزما عن شأو ذي الهمم‌

لو كان من فارس في بيت مكرمة

أو كان من ولد الأملاك في العجم‌

أو كان أوله أهل البطاح أو الرّ

كب الملبّنون إهلالا إلى الحرم‌

أيام تتّخذ الأصنام آلهة

فلا ترى عاكفا إلا على صنم‌

لشجّعته على فعل الملوك لهم‌

طبائع لم ترعها خيفة العدم‌

/ لم تند كفّاك [3] من بذل النّوال كما

لم يند سيفك مذ قلّدته بدم‌

كنت امرأ رفعته فتنة فعلا

أيامها غادرا بالعهد و الذّمم‌

حتى إذا انكشفت عنّا عمايتها [4]

و رتّب النّاس بالأحساب و القدم‌

مات التّخلّق و ارتدّتك مرتجعا

طبيعة نذلة الأخلاق و الشّيم‌

كذاك من كان لا رأسا و لا ذنبا

كزّ [5] اليدين حديث العهد بالنّعم‌

هيهات ليس بحمّال الدّيات و لا

معطي الجزيل و لا المرهوب ذي النّقم‌

قال: فحدّثني بعض بني هاشم أنّ هذه الأبيات لمّا بلغت عليّ بن هشام ندم على ما كان منه، و جزع لها و قال: لعن اللّه اللّجاج فإنه شرّ خلق تخلّقه الناس، ثم أقبل على أخيه الخليل بن هشام فقال: اللّه يعلم أني لا أدخل على الخليفة و عليّ السيف إلا و أنا مستح منه، أذكر قول ابن وهيب فيّ:

لم تند كفّاك من بذل النّوال كما

لم يند سيفك مذ قلّدته بدم‌

حدثني محمد بن يحيى الصّوليّ، قال: حدثني ميمون [6] بن هارون، قال: من سمع ابن الأعرابيّ، يقول:


[1] جنبته: ناجيته.

[2] ف:

«ازردت عليه بجود خيفة العدم»

. [3] في المختار:

«لم تند كفك»

. [4] في المختار، مي، ب «غيابتها».

[5] في معاهد التنصيص 1: 224 «كد اليدين».

[6] ف «محمد بن هارون».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست