responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 41

عفت بعدك الأيّام لا بل تبدّلت‌

و كنّ كأعياد فعدن مباكيا

فلم أر إلّا قبل يومك ضاحكا

و لم أر إلا بعد يومك باكيا

عابه العباس بن الأحنف في مجلس فهجاه‌

أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ، قال: حدّثنا محمد بن عجلان، قال: حدّثنا يعقوب بن السّكّيت، قال:

أخبرني محمد بن المهنّأ، قال:

كان العبّاس بن الأحنف مع إخوان له على شراب، فذكروا مسلم بن الوليد، فقال بعضهم: صريع الغواني، فقال العبّاس: ذاك ينبغي أن يسمّى صريع الغيلان لا صريع الغواني، و بلغ ذلك مسلما فقال يهجوه:

بنو حنيفة لا يرضى الدّعيّ بهم‌

فاترك حنيفة و اطلب غيرها نسبا

فاذهب فأنت طليق الحلم [1] مرتهن‌

بسورة الجهل ما لم أملك الغضبا

اذهب إلى عرب ترضى بنسبتهم‌

إني أرى لك خلقا يشبه العربا

منّيت منّي و قد جدّ الجراء [2] بنا

بغاية منعتك الفوت و الطّلبا

ينصرف عن هجاء خزيمة بن خازم و يتمسك بهجاء سعيد بن سلم‌

أخبرني محمد بن يزيد، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت لمسلم بن الوليد:

ويحك! أما استحييت من النّاس حين تهجو خزيمة بن خازم، و لا استحييت منا و نحن إخوانك، و قد علمت أنّا نتولّاه و هو من تعرف فضلا و جودا؟ فضحك، و قال لي: يا أبا إسحاق، لغيرك الجهل، أ ما تعلم أنّ الهجاء آخذ بضبع الشّاعر و أجدّى عليه من المديح المضرع؟ و ما ظلمت مع ذلك منهم أحدا،/ ما مضى فلا سبيل إلى ردّه، و لكن قد وهبت لك عرض خزيمة بعد هذا. قال: ثم أنشدني قوله في سعيد بن سلم:

ديونك لا يقضى الزّمان غريمها

و بخلك بخل الباهليّ سعيد

سعيد بن سلم أبخل الناس كلّهم‌

و ما قومه من بخله ببعيد

فقلت له: و سعيد بن سلم صديقي أيضا، فهبه لي، فقال: إن أقبلت على ما يعنيك، و إلا رجعت فيما وهبت لك من خزيمة، فأمسكت عنه راضيا بالكفاف.

مدح محمد بن يزيد بن مزيد ثم انصرف عنه‌

أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني عبد اللّه بن محمد بن موسى بن عمر بن حمزة بن بزيع، قال: حدّثني عبد اللّه بن الحسن اللّهبيّ، قال:

كان مسلم بن الوليد مدّاحا ليزيد بن مزيد، و كان يؤثره و يقدّمه و يجزل صلته، فلما مات وفد على ابنه محمد، فمدحه و عزّاه عن أبيه، و أقام ببابه أيّاما فلم ير منه ما يحبّ، فانصرف عنه و قال فيه:

لبست عزاء عن لقاء محمد

و أعرضت عنه منصفا و ودودا


[1] في الديوان- 259:

«فاقعد فأنت طليق العفو مرتهن»

. [2] في الديوان- 259:

« قد هاج الرهان»

. و الجراء: الفتوة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست