أخبرني الحسين بن القاسم
الكوكبيّ، قال: حدّثنا محمد بن عجلان، قال: حدّثنا يعقوب بن السّكّيت، قال:
أخبرني محمد بن المهنّأ،
قال:
كان العبّاس بن الأحنف مع
إخوان له على شراب، فذكروا مسلم بن الوليد، فقال بعضهم: صريع الغواني، فقال
العبّاس: ذاك ينبغي أن يسمّى صريع الغيلان لا صريع الغواني، و بلغ ذلك مسلما فقال
يهجوه:
ينصرف عن هجاء خزيمة بن
خازم و يتمسك بهجاء سعيد بن سلم
أخبرني محمد بن يزيد، قال:
حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت لمسلم بن الوليد:
ويحك! أما استحييت من
النّاس حين تهجو خزيمة بن خازم، و لا استحييت منا و نحن إخوانك، و قد علمت أنّا
نتولّاه و هو من تعرف فضلا و جودا؟ فضحك، و قال لي: يا أبا إسحاق، لغيرك الجهل، أ
ما تعلم أنّ الهجاء آخذ بضبع الشّاعر و أجدّى عليه من المديح المضرع؟ و ما ظلمت مع
ذلك منهم أحدا،/ ما مضى فلا سبيل إلى ردّه، و لكن قد وهبت لك عرض خزيمة بعد هذا.
قال: ثم أنشدني قوله في سعيد بن سلم:
ديونك لا يقضى
الزّمان غريمها
و بخلك بخل الباهليّ سعيد
سعيد بن سلم أبخل
الناس كلّهم
و ما قومه من بخله ببعيد
فقلت له: و سعيد بن سلم
صديقي أيضا، فهبه لي، فقال: إن أقبلت على ما يعنيك، و إلا رجعت فيما وهبت لك من
خزيمة، فأمسكت عنه راضيا بالكفاف.
مدح محمد بن يزيد بن
مزيد ثم انصرف عنه
أخبرني حبيب بن نصر
المهلّبيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني عبد اللّه بن محمد بن
موسى بن عمر بن حمزة بن بزيع، قال: حدّثني عبد اللّه بن الحسن اللّهبيّ، قال:
كان مسلم بن الوليد مدّاحا
ليزيد بن مزيد، و كان يؤثره و يقدّمه و يجزل صلته، فلما مات وفد على ابنه محمد،
فمدحه و عزّاه عن أبيه، و أقام ببابه أيّاما فلم ير منه ما يحبّ، فانصرف عنه و قال
فيه: