أحامي المجد و الإسلام أودى
فما للأرض ويحك لا تميد!
تأمّل هل ترى الإسلام مالت
دعائمه و هل شاب الوليد
و هل شيمت سيوف بني نزار
و هل وضعت عن الخيل اللّبود
و هل تسقي البلاد عشار [1] مزن
بدرّتها و هل يخضرّ عود
أ ما هدّت لمصرعه نزار
بلى و تقوّض المجد المشيد
و حلّ ضريحه إذ حلّ فيه
طريف المجد و الحسب التّليد
/ أما و اللّه ما تنفكّ عيني
عليك بدمعها أبدا تجود
و إن تجمد دموع لئيم قوم
فليس لدمع ذي حسب جمود
أبعد يزيد تختزن البواكي
دموعا أو تصان لها خدود
لتبكك قبّة الإسلام لمّا
وهت أطنابها و وهى العمود
و يبكك شاعر لم يبق دهر
له نشبا و قد كسد القصيد
فإن يهلك يزيد فكلّ حيّ
فريس للمنيّة أو طريد
هكذا في الخبر، و القصيدة للتّيميّ.
مدح الفضل بن سهل
أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ، قال: حدّثنا الهشاميّ، قال: حدّثني عبد اللّه بن عمرو، قال: حدّثني موسى بن عبد اللّه التّميميّ، قال: دخل مسلم بن الوليد على الفضل بن سهل، فأنشده قوله فيه:
لو نطق الناس أو أنبوا بعلمهم
و نبّهت عن معالي دهرك الكتب [2]
لم يبلغوا منك أدنى ما تمت به
إذا تفاخرت الأملاك و انتسبوا
فأمر له عن كلّ بيت من هذه القصيدة بألف درهم.
رثاؤه الفضل بن سهل
ثم قتل الفضل فقال يرثيه:
ذهلت فلم أنقع غليلا بعبرة
و أكبرت أن ألقى بيومك ناعيا
فلمّا بدا لي أنّه لاعج الأسى
و أن ليس إلا الدّمع للحزن شافيا
أقمت لك الأنواح ترتدّ بينها
مآتم تندبن [3] النّدى و المعاليا
و ما كان منعى الفضل منعاة واحد [4]
و لكنّ منعى الفضل كان مناعيا
/ أ للبأس أم للجود أم لمقاوم
من الملك يزحمن الجبال الرّواسيا!
[1] في ما، و الوفيات: ثقال مزن. و عشار معدول عن عشرة عشرة، يقال: جاءوا عشار أي جاءوا عشرة عشرة.
[2] في الديوان- 304:
«... أو أثنوا بعلمهم»
. و في المختار:
« نبأت عن معالي دهرك»
. [3] ف:
«تبدين الندى و المعاليا»
. [4] و في ف و الديوان- 346:
«منعى و حادة»
. و في ما و المختار:
«منعى و جادة»