responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 42

و قلت لنفس قادها الشّوق نحوه‌

فعوّضها منه اللّقاء صدودا [1]

هبيه امرأ قد كان أصفاك ودّه‌

و مات و إلا فاحسبيه يزيدا

لعمري لقد ولّى فلم ألق بعده‌

وفاء لذي عهد يعدّ حميدا

مدح الفضل بن يحيى فأجزل له العطاء و وهبه جارية أعجبته بعد أن قال فيها شعرا

أخبرني حبيب بن نصر، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود، قال:

/ دخل مسلم بن الوليد يوما على الفضل بن يحيى، و قد كان أتاه خبر مسيره، فجلس للشّعراء فمدحوه و أثابهم، و نظر في حوائج النّاس فقضاها، و تفرّق النّاس عنه، و جلس للشّرب، و مسلم غير حاضر لذلك، و إنّما بلغه حين انقضى المجلس، فجاءه فأدخل إليه فاستأذن في الإنشاد، فأذن له، فأنشده قوله فيه:

أتتك المطايا تهتدي بمطيّة

عليها فتى كالنّصل مؤنسه النّصل‌

يقول فيها:

وردت [2] رواق الفضل آمل فضله‌

فحطّ الثّناء الجزل نائله الجزل‌

فتى ترتعي الآمال مزنة جوده [3]

إذا كان مرعاها الأمانيّ و المطل‌

تساقط يمناه النّدى و شماله الرّدى و عيون القول منطقه الفصل‌

ألحّ على الأيام يفري خطوبها

على منهج ألفى أباه به قبل‌

أناف به العلياء يحيى و خالد

فليس له مثل و لا لهما مثل‌

فروع أصابت مغرسا متمكّنا

و أصلا فطابت حيث وجّهها الأصل [4]

بكفّ أبي العبّاس يستمطر الغنى‌

و تستنزل النّعمى و يسترعف النّصل‌

قال: فطرب الفضل طربا شديدا، و أمر بأن تعدّ الأبيات، فعدّت فكانت ثمانين بيتا فأمر له بثمانين ألف درهم، و قال: لو لا أنّها أكثر ما وصل به الشّعراء لزدتك، و لكنّه شأو لا يمكنني أن أتجاوزه- يعني أنّ الرشيد رسمه لمروان بن أبي/ حفصة- و أمره بالجلوس معه و المقام عنده لمنادمته، فأقام عنده، و شرب معه، و كان على رأس الفضل وصيفة تسقيه كأنها لؤلؤة، فلمح الفضل مسلما ينظر إليها، فقال: قد- و حياتي يا أبا الوليد- أعجبتك، فقل فيها أبياتا حتى أهبها لك، فقال:

إن كنت تسقين غير الرّاح فاسقيني‌

كأسا ألذّ بها من فيك تشفيني‌

عيناك راحي، و ريحاني حديثك لي،

و لون خدّيك لون الورد يكفيني‌

إذا نهاني عن شرب الطّلا حرج‌

فخمر عينيك يغنيني و يجزيني‌


[1] في الديوان- 310:

«فعوضها حب اللقاء صدودا»

. [2] في الديوان- 263:

«وردن رواق الفضل فضل ابن جعفر»

. [3] في ما «فضله». و في المختار:

«الأماني و البطل»

. [4] في ما «فطالت». و في الديوان- 264:

فروع تلقتها المغارس فاعتلى‌

بها عاطفا أعناقها قصده الأصل‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست