مدح الفضل بن يحيى فأجزل
له العطاء و وهبه جارية أعجبته بعد أن قال فيها شعرا
أخبرني حبيب بن نصر، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود،
قال:
/ دخل
مسلم بن الوليد يوما على الفضل بن يحيى، و قد كان أتاه خبر مسيره، فجلس للشّعراء
فمدحوه و أثابهم، و نظر في حوائج النّاس فقضاها، و تفرّق النّاس عنه، و جلس
للشّرب، و مسلم غير حاضر لذلك، و إنّما بلغه حين انقضى المجلس، فجاءه فأدخل إليه
فاستأذن في الإنشاد، فأذن له، فأنشده قوله فيه:
قال: فطرب الفضل طربا
شديدا، و أمر بأن تعدّ الأبيات، فعدّت فكانت ثمانين بيتا فأمر له بثمانين ألف
درهم، و قال: لو لا أنّها أكثر ما وصل به الشّعراء لزدتك، و لكنّه شأو لا يمكنني
أن أتجاوزه- يعني أنّ الرشيد رسمه لمروان بن أبي/ حفصة- و أمره بالجلوس معه و
المقام عنده لمنادمته، فأقام عنده، و شرب معه، و كان على رأس الفضل وصيفة تسقيه
كأنها لؤلؤة، فلمح الفضل مسلما ينظر إليها، فقال: قد- و حياتي يا أبا الوليد-
أعجبتك، فقل فيها أبياتا حتى أهبها لك، فقال: