responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 37

ما زال دعبل متعصّبا لمسلم، مائلا إليه، معترفا بأستاذيّته حتى ورد عليه جرجان، فجفاه مسلم، و هجره دعبل، فكتب إليه:

أبا مخلد كنّا عقيدي مودّة

هوانا و قلبانا جميعا معا معا

أحوطك بالغيب الّذي أنت حائطي‌

و أجزع إشفاقا بأن تتوجّعا [1]

فصيّرتني بعد انتكاثك [2] متهما

لنفسي عليها أرهب الخلق أجمعا

غششت الهوى حتى تداعت أصوله‌

بنا و ابتذلت الوصل حتى تقطّعا

و أنزلت من بين الجوانح و الحشا

ذخيرة ودّ طال ما قد تمنّعا

فلا تلحينّي ليس لي فيك مطمع‌

تخرّقت حتى لم أجد لك مرقعا

فهبك يميني استأكلت فقطعتها

و جشّمت قلبي صبره فتشجّعا [3]

/ قال: ثم تهاجرا بعد ذلك، فما التقيا حتى ماتا.

محمد بن أبي أمية يمزح معه‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي طاهر، قال: أخبرني أحمد بن أبي أميّة، قال: لقي أخي محمد بن أبي أميّة مسلم بن الوليد و هو يتثنّى [4]، و رواته مع بعض أصحابه [5]، فسلّم عليه، ثم قال له: قد حضرني شي‌ء.

فقال: هاته، قال: على أنه مزاح و لا تغضب، قال: هاته و لو كان شتما، فأنشدته:

من رأى فيما خلا رجلا

تيهه أربى على جدته‌

يتمشّى راجلا و له‌

شاكريّ في قلنسيته‌

فسكت عنه مسلم و لم يجبه، و ضحك ابن أبي أميّة و افترقا.

لقي محمد بن أبي أمية بعد موت برذونه فردّ عليه مزاحه‌

قال: و كان لمحمد برذون يركبه فنفق، فلقيه مسلم و هو راجل، فقال: ما فعل برذونك؟ قال: نفق، قال:

فنجازيك إذا على ما أسلفتناه، ثم أنشده:

قل لابن ميّ لا تكن جازعا

لن يرجع البرذون باللّيث [6]

طامن أحشاءك فقدانه [7]

و كنت فيه عالي الصّوت‌


[1] المختار:

«من أن يتوجعا»

. و في ف:

«أحوطك بالغيب الّذي لست حائطي»

. [2] المختار:

«بعد انتهابك»

. [3] المختار:

«صبوة فتجشعا»

بدل:

«صبره فتجشعا»

. [4] في ما «يمشي».

[5] في مي «و طويلته مع بعض أصحابه».

[6] في الديوان- 282:

«ليس على البرذون من فوت»

. و البرذون: ضرب من الدواب يخالف الخيل العراب، عظيم الخلقة، غليظ الأعضاء.

[7] في الديوان- 282:

«طأطأ من تيهك فقدانه»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست