responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 36

نغّصنيها مسلم بن الوليد بهجاء بلغني أنّه هجاني به، فقلت: ما الأبيات الّتي مدحت بها؟ فأنشدني:

/

قتيبة قيس ساد قيسا و سلمها

فلما تولّى ساد قيسا سعيدها

و سيّد قيس سيّد النّاس كلّها

و إن مات من رغم و ذلّ حسودها

هم رفعوا كفّيك بالمجد و العلا

و من يرفع الأبناء إلا جدودها

إذا مدّ للعليا سعيد يمينه‌

ثنت كفّه عنها أكفّا تريدها

قال الأصمعيّ: فقلت له: فبأيّ شي‌ء نغّصها عليك مسلم؟ فضحك و قال: كلّفتني شططا، ثم أنشد:

و أحببت من حبّها [1] الباخلين‌

حتى و مقت ابن سلم سعيدا

إذا سيل عرفا كسا وجهه‌

ثيابا من النّقع صفرا و سودا [2]

يغار [3] على المال فعل الجوا

د و تأبى خلائقه أن يجودا

يهجو بعض الكتاب لأنه لم يعجبه شعره‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا الكرانيّ، قال: حدّثني النّوشجانيّ الخليل بن أسد، قال: حدّثني عليّ بن عمرو، قال:

وقف بعض الكتّاب على مسلم بن الوليد و هو ينشد شعرا له في محفل، فأطال ثم انصرف، و قال لرجل كان معه: ما أدري أيّ شي‌ء أعجب الخليفة و الخاصّة من شعر هذا؟ فو اللّه ما سمعت منه طائلا، فقال مسلم: ردّوا عليّ الرّجل، فردّ إليه، فأقبل عليه ثم قال:

أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه‌

و المدح عنك كما علمت جليل‌

فاذهب فأنت طليق عرضك إنه‌

عرض عززت به و أنت ذليل‌

كان أستاذا لدعبل ثم تخاصما و لم يلتقيا

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد الورّاق، قال: حدّثني الحسين بن أبي السّريّ، قال:

كان مسلم بن الوليد أستاذ دعبل و عنه أخذ، و من بحره استقى. و حدّثني دعبل أنّه كان لا يزال يقول الشّعر فيعرضه على مسلم، فيقول له: إيّاك أن يكون أوّل ما يظهر لك ساقطا فتعرف به، ثم لو قلت كلّ شي‌ء جيّدا كان الأوّل أشهر عنك، و كنت أبدا لا تزال تعيّر به، حتّى قلت:

أين الشّباب و أيّة سلكا

فلما سمع هذه قال لي: أظهر الآن شعرك كيف شئت.

قال الحسن: و حدّثني أبو تمّام الطّائيّ قال:


[1] في ما «من أجلها».

[2] في الديوان- 270:

«ثيابا من اللؤم حمرا و سودا»

. [3] في ف «أغار». و في الديوان- 270 «يغير».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست