أخبرني عمّي، قال: حدّثنا
الكرانيّ، قال: حدّثني النّوشجانيّ الخليل بن أسد، قال: حدّثني عليّ بن عمرو، قال:
وقف بعض الكتّاب على مسلم
بن الوليد و هو ينشد شعرا له في محفل، فأطال ثم انصرف، و قال لرجل كان معه: ما
أدري أيّ شيء أعجب الخليفة و الخاصّة من شعر هذا؟ فو اللّه ما سمعت منه طائلا،
فقال مسلم: ردّوا عليّ الرّجل، فردّ إليه، فأقبل عليه ثم قال:
أمّا الهجاء فدقّ
عرضك دونه
و المدح عنك كما علمت جليل
فاذهب فأنت طليق عرضك
إنه
عرض عززت به و أنت ذليل
كان أستاذا لدعبل ثم
تخاصما و لم يلتقيا
أخبرني محمد بن خلف بن
المرزبان، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد الورّاق، قال: حدّثني الحسين بن أبي
السّريّ، قال:
كان مسلم بن الوليد أستاذ
دعبل و عنه أخذ، و من بحره استقى. و حدّثني دعبل أنّه كان لا يزال يقول الشّعر
فيعرضه على مسلم، فيقول له: إيّاك أن يكون أوّل ما يظهر لك ساقطا فتعرف به، ثم لو
قلت كلّ شيء جيّدا كان الأوّل أشهر عنك، و كنت أبدا لا تزال تعيّر به، حتّى قلت: