responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 35

قال: فما دخل أذني كلام قطّ أحلى من كلامها، و لا رأيت أنضر وجها منها، فعدلت بها عن ذلك الشعر [1] و قلت:

أ ترى الزّمان يسرّنا بتلاق‌

و يضمّ مشتاقا إلى مشتاق‌

فأجابتني بسرعة فقالت:

ما للزّمان و للتّحكّم بيننا

أنت الزّمان فسرّنا بتلاق‌

قال: فمضيت أمامها أؤمّ بها دار مسلم بن الوليد و هي تتبعني، فصرت إلى منزله، فصادفته على عسرة، فدفع إليّ منديلا و قال: اذهب فبعه، و خذ لنا ما نحتاج إليه و عد؛ فمضيت مسرعا. فلما رجعت وجدت مسلما قد خلا بها في سرداب، فلما أحسّ بي وثب إليّ و قال: عرّفك اللّه يا أبا عليّ جميل ما فعلت، و لقّاك ثوابه، و جعله أحسن حسنة لك، فغاظني قوله و طنزه [2]، و جعلت أفكّر أيّ شي‌ء أعمل به، فقال: بحياتي يا أبا عليّ أخبرني من الّذي يقول:

بتّ في درعها و بات رفيقي‌

جنب القلب طاهر الأطراف‌

/ فقلت:

من له في حر امّه ألف قرن‌

قد أنافت على علوّ مناف!

و جعلت أشتمه و أثب [3] عليه، فقال لي: يا أحمق، منزلي دخلت، و منديلي بعت، و دراهمي أنفقت، على من تحرد أنت؟ و أيّ شي‌ء سبب حردك يا قوّاد؟ فقلت له: مهما كذبت عليّ فيه من شي‌ء فما كذبت في الحمق و القيادة.

هجاؤه ثلاثة كانوا يصلونه أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني ابن مهرويه و العنزيّ، عن محمد بن عبد اللّه العبديّ، قال:

هجا مسلم بن الوليد سعيد بن سلم و يزيد بن مزيد و خزيمة بن خازم فقال:

ديونك لا يقضى الزّمان غريمها

و بخلك بخل الباهليّ سعيد

سعيد بن سلم أبخل [4] النّاس كلّهم‌

و ما قومه من بخله ببعيد

يزيد له فضل و لكنّ مزيدا

تدارك فينا بخله بيزيد [5]

خزيمة لا عيب له [6] غير أنه‌

لمطبخه قفل و باب حديد

هجاؤه سعيد بن سلم أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال: حدّثنا عيسى بن إسماعيل تينة، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال:

قال لي سعيد بن سلم: قدمت عليّ امرأة من باهلة من اليمامة، فمدحتني بأبيات، ما تمّ سروي بها حتى‌


[1] في ما «الوجه».

[2] طنزه: سخريته و تهكمه.

[3] ف «و أبث عليه».

[4] في الديوان- 271:

«سعيد بن سلم ألأم الناس كلهم»

. [5] في الديوان- 271:

«تدارك أقصى مجده بيزيد»

. [6] في الديوان- 271:

«خزيمة لا بأس به غير أنه»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست