فقلت: لا أعرفه يا أمير
المؤمنين. قال: سوأة لك من سيّد قوم يمدح بمثل هذا الشّعر و لا تعرف قائله، و قد
بلغ أمير المؤمنين فرواه و وصل قائله، و هو مسلم بن الوليد. فانصرفت فدعوت به و
وصلته و ولّيته.
أخبرني محمد بن عمران
الصّيرفيّ، و الحسن بن عليّ الخفّاف، قالا: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال:
حدّثني أبو عبد اللّه أحمد
بن محمد بن سليمان الحنفيّ ذو الهدمين، قال: حدّثني أبي، قال:
دخل يزيد بن مزيد على
الرّشيد فقال له: يا يزيد، من الّذي يقول فيك:
فقال: لا أعرف قائله يا
أمير المؤمنين. فقال له هارون: أ يقال فيك مثل هذا/ الشّعر و لا تعرف قائله! فخرج
من عنده خجلا، فلما صار إلى منزله دعا حاجبه فقال له: من بالباب من الشّعراء؟ قال:
مسلم بن الوليد، فقال:
و كيف حجبته عنّي فلم
تعلمني بمكانه؟ قال: أخبرته أنّك مضيق [3]، و أنّه ليس في يديك شيء تعطيه إياه، و
سألته الإمساك و المقام أياما إلى أن تتّسع. قال: فأنكر ذلك عليه و قال: أدخله
إليّ. فأدخله إليه، فأنشده قوله:
فقال له: قد أمرنا لك
بخمسين ألف درهم، فاقبضها و اعذر. فخرج الحاجب فقال لمسلم: قد أمرني أن أرهن ضيعة
من ضياعه على مائة ألف درهم، خمسون ألفا لك و خمسون ألفا لنفقته. و أعطاه إيّاها،
و كتب صاحب الخبر بذلك إلى الرّشيد، فأمر ليزيد بمائتي ألف درهم و قال: اقض
الخمسين الّتي أخذها الشّاعر و زده مثلها. و خذ مائة ألف لنفقتك. فافتكّ ضيعته، و
أعطى مسلما خمسين ألفا أخرى.
يزوره صديق من الكوفة
فيبيع خفيه ليقدم له طعاما
أخبرني الحسن بن عليّ
الخفّاف، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني عليّ بن عبيد
الكوفيّ، و عليّ بن الحسن كلاهما، قال: أخبرني عليّ بن عمرو، قال:
/ حدّثني
مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغوائي قال: كنت يوما جالسا في دكان خيّاط بإزاء
منزلي، إذ