responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 27

للّه من هاشم في أرضه جبل‌

و أنت و ابنك ركنا [1] ذلك الجبل‌

فقلت: لا أعرفه يا أمير المؤمنين. قال: سوأة لك من سيّد قوم يمدح بمثل هذا الشّعر و لا تعرف قائله، و قد بلغ أمير المؤمنين فرواه و وصل قائله، و هو مسلم بن الوليد. فانصرفت فدعوت به و وصلته و ولّيته.

أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ، و الحسن بن عليّ الخفّاف، قالا: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال:

حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن سليمان الحنفيّ ذو الهدمين، قال: حدّثني أبي، قال:

دخل يزيد بن مزيد على الرّشيد فقال له: يا يزيد، من الّذي يقول فيك:

لا يعبق الطّيب خدّيه و مفرقه‌

و لا يمسّح عينيه من الكحل‌

قد عوّد الطّير عادات وثقن بها

فهنّ يتبعنه [2] في كلّ مرتحل‌

يزيد بن مزيد يسمع مدحه فيه و يأمر له بجائزة

فقال: لا أعرف قائله يا أمير المؤمنين. فقال له هارون: أ يقال فيك مثل هذا/ الشّعر و لا تعرف قائله! فخرج من عنده خجلا، فلما صار إلى منزله دعا حاجبه فقال له: من بالباب من الشّعراء؟ قال: مسلم بن الوليد، فقال:

و كيف حجبته عنّي فلم تعلمني بمكانه؟ قال: أخبرته أنّك مضيق [3]، و أنّه ليس في يديك شي‌ء تعطيه إياه، و سألته الإمساك و المقام أياما إلى أن تتّسع. قال: فأنكر ذلك عليه و قال: أدخله إليّ. فأدخله إليه، فأنشده قوله:

أجررت حبل خليع في الصّبا غزل‌

و شمّرت همم العذّال في عذلي [4]

ردّ البكاء على العين الطّموح هوّى‌

مفرّق بين توديع و مرتحل [5]

أ ما كفى البين أن أرمى بأسهمه‌

حتى رماني بلحظ الأعين النّجل!

مما جنت لي- و إن كانت منّى صدقت-

صبابة خلس التّسليم بالمقل [6]

فقال له: قد أمرنا لك بخمسين ألف درهم، فاقبضها و اعذر. فخرج الحاجب فقال لمسلم: قد أمرني أن أرهن ضيعة من ضياعه على مائة ألف درهم، خمسون ألفا لك و خمسون ألفا لنفقته. و أعطاه إيّاها، و كتب صاحب الخبر بذلك إلى الرّشيد، فأمر ليزيد بمائتي ألف درهم و قال: اقض الخمسين الّتي أخذها الشّاعر و زده مثلها. و خذ مائة ألف لنفقتك. فافتكّ ضيعته، و أعطى مسلما خمسين ألفا أخرى.

يزوره صديق من الكوفة فيبيع خفيه ليقدم له طعاما

أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني عليّ بن عبيد الكوفيّ، و عليّ بن الحسن كلاهما، قال: أخبرني عليّ بن عمرو، قال:

/ حدّثني مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغوائي قال: كنت يوما جالسا في دكان خيّاط بإزاء منزلي، إذ


[1] في المختار من شعر بشار- 30:

« أنت و ابناك ركنا ذلك الجبل»

. [2] في مي «فهن يصحبنه».

[3] أضاق الرجل فهو مضيق: ضاق عليه معاشه.

[4] في الديوان- 1 «في العذل».

[5] في المختار «و محتمل». و في الديوان ط. المعارف:

«هاج البكاء ... و محتمل»

. [6] في الديوان- 3:

«مما جنى لي»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست