responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 26

ذكر الصّبوح سحيرة [1] فارتاحا

و أملّه ديك الصّباح صياحا

فقال له مسلم: فلم أملّه و هو الّذي أذكره و به ارتاح؟ فقال أبو نواس: فأنشدني شيئا من شعرك ليس فيه خلل، فأنشده مسلم:

/

عاصى الشّباب فراح غير مفنّد [2]

و أقام بين عزيمة و تجلّد

فقال له أبو نواس: قد جعلته رائحا مقيما في حال واحدة و بيت واحد. فتشاغبا و تسابّا ساعة، و كلا البيتين صحيح المعنى.

ذكر أمام المأمون و عرضت أبيات من شعره أعجبته‌

أخبرني جعفر بن قدامة قال: قال لي محمد بن عبد اللّه بن مسلم: حدّثني أبي، قال:

اجتمع أصحاب المأمون عنده يوما، فأفاضوا في ذكر الشّعر و الشّعراء، فقال له بعضهم: أين أنت يا أمير المؤمنين عن مسلم بن الوليد؟ قال: حيث يقول ما ذا؟ قال: حيث يقول و قد رثى رجلا:

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه‌

فطيب تراب القبر دلّ على القبر

و حيث مدح رجلا بالشّجاعة فقال:

يجود بالنّفس إذ ضنّ [3] الجواد بها

و الجود بالنّفس أقصى غاية الجود

و هجا رجلا بقبح الوجه و الأخلاق فقال:

قبحت مناظره فحين خبرته‌

حسنت مناظره لقبح المخبر

و تغازل فقال:

هوّى يجدّ و حبيب يلعب‌

أنت لقى بينهما معذّب‌

فقال المأمون: هذا أشعر من خضتم اليوم في ذكره.

الرشيد ينبه يزيد بن مزيد إلى ما قاله فيه مسلم من مدح‌

أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ و الحسن بن عليّ الخفّاف، قالا: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال:

حدّثني قعنب بن المحرز، و ابن النّطّاح، عن القحذميّ، قال:

/ قال يزيد بن مزيد: أرسل إليّ الرّشيد يوما في وقت لا يرسل فيه إلى مثلي فأتيته لابسا سلاحي، مستعدّا لأمر إن أراده، فلما رآني ضحك إليّ ثم قال: يا يزيد خبّرني من الّذي يقول فيك:

تراه في الأمن في درع مضاعفة

لا يأمن الدّهر أن يدعى على عجل [4]

صافي العيان طموح العين همّته‌

فكّ العناة و أسر الفاتك الخطل‌


[1] في ما، ف «بسحرة».

[2] في مي، مج:

«ذكر الصبوح فراح غير مفند»

. و التفنيد: اللوم. و البيت في الديوان- 230 من قصيدة طويلة.

[3] في مي، و العقد، و ديوان المعاني «إن ضن الجواد». و في الديوان- 164:

«إذ أنت الضنين بها»

. و في تاريخ بغداد:

«إذ ضن البخيل بها»

. [4] في الشعر و الشعراء 2: 811، و الأغاني 5: 41:

«أن يأتي على عجل»

. و في شرح سقط الزن 68:

«أن يؤتى على عجل»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست