responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 20

و كيف بمن لا أستطيع فراقه‌

و من هو إن لم تجمع الدّار آلف!

أمير شقاق إن أقم لا يقم معي‌

و يرحل، و إن أرحل يقم و يخالف [1]

ثم شرب الخمر صرفا حتّى مات.

قال: و ممّن شرب الخمر صرفا حتى مات عمرو بن كلثوم التّغلبيّ، و أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنّة.

قال هشام [2]: عاش هبل بن عبد اللّه جدّ زهير بن جناب ستّمائة سنة و سبعين، و هو القائل:

يا ربّ يوم قد غني فيه هبل‌

له نوال و درور و جذل [3]

كأنّه في العزّ عوف أو حجل‌

قال: عوف و حجل: قبيلتان من كلب.

كان نازلا مع الجلاح بن عوف فأنذرته أخته فخالفه الجلاح فرحل هو و قال شعرا

و قال أبو عمرو الشّيباني: كان الجلاح بن عوف السّحميّ قد وطّأ لزهير بن جناب و أنزله معه، فلم يزل في جناحه حتى كثر ماله و ولده، و كانت أخت زهير متزوّجة في بني القين بن جسر، فجاء رسولها إلى زهير و معه برد فيه صرار رمل و شوكة قتاد،/ فقال زهير لأصحابه: أتتكم شوكة شديدة، و عدد كثير فاحتملوا، فقال له الجلاح:

أ نحتمل لقول امرأة! و اللّه لا نفعل، فقال زهير:

أما الجلاح فإنّني فارقته‌

لا عن قلّى و لقد تشطّ بنا النّوى‌

فلئن ظعنت لأصبحنّ مخيّما [4]

و لئن أقمت لأظعننّ على هوى‌

قال: فأقام الجلاح، و ظعن زهير، و صبّحهم الجيش فقتل عامّة قوم الجلاح و ذهبوا بماله.

قال: و اسم الجلاح عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عامر بن عوف بن عذرة.

اجتمع مع عشيرته فقصده الجيش فهزمهم و قتل رئيسا منهم‌

و مضى زهير لوجهه حتى اجتمع مع عشيرته من بني جناب، و بلغ الجيش خبره فقصدوه، فحاربهم و ثبت لهم فهزمهم و قتل رئيسا منهم، فانصرفوا عنه خائبين، فقال زهير:

أ من آل سلمى ذا الخيال المؤرّق‌

و قد يمق [5] الطيف الغريب المشوّق‌

و أنّي اهتدت سلمى لوجه محلّنا

و ما دونها من مهمه الأرض يخفق‌

فلم تر إلا هاجعا عند حرّة

على ظهرها كور عتيق و نمرق [6]

و لمّا رأتني و الطّليح تبسّمت‌

كما انهلّ أعلى عارض يتألّق‌

فحيّيت عنّا زوّدينا تحيّة

لعلّ بها العاني من الكبل يطلق‌


[1] ف:

«أمين شقاء ...»

. [2] ف «هاشم».

[3] الدرور: الكثرة. و الجذل: الفرح. و في ف «و دروه»، و هو التلألؤ.

[4] مخيما: مقيما.

[5] يمق: يحب.

[6] الكور: الرحل. و النمرق: الوسادة الصغيرة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست