فردّت سلاما ثم ولت بحاجة
و نحن لعمري يا ابنة الخير أشوق [1]
/ فيا طيب ما ريّا [2] و يا حسن منظر
لهوت به لو أنّ رؤياك تصدق
و يوم أثالى قد عرفت رسومها
فعجنا إليها و الدّموع ترقرق
و كادت تبين القول لمّا سألتها
و تخبرني لو كانت الدار تنطق
فيا دار سلمى هجت للعين عبرة
فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق [3]
و قال زهير في هذه القصيدة يذكر خلاف الجلاح عليه:
أيا قومنا إن تقبلوا الحقّ فانتهوا
و إلا فأنياب من الحرب تحرق [4]
فجاءوا إلى رجراجة مكفهرّة
يكاد المدير نحوها الطّرف يصعق [5]
سيوف و أرماح بأيدي أعزّة
و موضونة ممّا أفاد محرّق [6]
فما برحوا حتى تركنا رئيسهم
و قد مار فيه المضرحيّ المذلّق [7]
و كائن ترى من ماجد و ابن ماجد
له طعنة نجلاء للوجه يشهق
و قال زهير في ذلك أيضا:
سائل أميمة عنّي هل وفيت لها
أم هل منعت من المخزاة جيرانا
لا يمنع الضّيف إلا ماجد بطل
إنّ الكريم كريم أينما كانا [8]
لمّا أبى جيرتي إلا مصمّمة
تكسو الوجوه من المخزاة ألوانا
/ ملنا عليهم بورد لا كفاء له
يفلقن بالبيض تحت النّقع أبدانا
إذا ارجحنّوا علونا هامهم قدما
كأنّما نختلي بالهام خطبانا [9]
كم من كريم هوى للوجه منعفرا
قد اكتسى ثوبه في النّقع ألوانا
و من عميد تناهى بعد عثرته
تبدو ندامته للقوم خزيانا
كل أولاده شعراء و هذه نماذج من شعرهم
و أمّا الشعراء من ولد زهير:
فمنهم مصاد بن أسعد بن جنادة بن صهبان بن امرئ القيس بن زهير بن جناب، و هو القائل:
[1] في ر:
«... ثم ولت لحاجة ...»
. [2] في ف:
«فيا طيب مثوانا»
. [3] في ف «يتدفق». و جاء في ف «قال مؤلف هذا الكتاب: أخذ ذو الرمة هذا البيت كله فقال:
أدارا بحزوى هجت للعين عبرة
فماء الهوى يرفض أو يترقرق
[4] تحرق: تحتك شدة و غيظا فيسمع لها صوت.
[5] كتيبة رجراجة: تموج من كثرتها. و في ف «يكاد المرنّى» بدل «يكاد المدير».
[6] الموضونة: الدرع المنسوجة أو المقاربة النسج.
[7] المضرحى: النسر، و المذلّق: المحدد الطرف. و في ر:
« قد حار فيه المضرحيّ»
. [8] ف «حيثما كانا».
[9] ارجحنوا: مالوا و وقعوا. نختلي: نقطع. الخطبان: نبت، أو الخضر من ورق السمر.