responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 150

صوت‌

أنا عبد لها مقرّ و ما يملك غيرها من النّاس رقّا

ناصح مشفق و إن كنت ما أر

زق منها و الحمد للّه عتقا

ليتني متّ فاسترحت فإنّي‌

أبدا ما حييت منها ملقّى‌

/ لحن عبد اللّه بن العبّاس في هذا الشّعر رمل.

إسحاق الموصلي يصنع له لحنا من شعره‌

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني عليّ بن يحيى و أحمد بن حمدون، عن أبيه. و أخبرني جحظة، عن أبي عبد اللّه الهاشميّ، أنّ إسحاق الموصليّ دخل يوما إلى الفضل/ بن الرّبيع و ابن ابنه عبد اللّه بن العبّاس في حجره قد أخرج إليه و له نحو السّنتين، و أبوه العبّاس واقف بين يديه، فقال إسحاق للوقت:

مدّ لك اللّه الحياة مدّا

حتى يكون ابنك هذا جدّا

مؤزّرا بمجده مردّى‌

ثم يفدّى مثل ما تفدّى‌

أشبه منك سنّة [1] و خدّا

و شيما محمودا و مجدا

كأنّه أنت إذا تبدّى‌

قال: فاستحسن الفضل الأبيات و صنع فيها إسحاق لحنه المشهور، و قال جحظة في خبره عن الهاشميّ، و هو رمل ظريف من حسن الأرمال و مختارها، فأمر له الفضل بثلاثين ألف درهم.

أصبح العباس بن الفضل مهموما فنشطه الشعر و الشراب‌

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني عبد اللّه بن عمر، قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مالك، قال:

حدّثني بعض ندماء الفضل بن الربيع قال: كنا عند الفضل بن الربيع في يوم دجن، و السماء ترشّ [2] و هو أحسن يوم و أطيبه، و كان العبّاس يومئذ قد أصبح مهموما، فجهدنا أن ينشط، فلم تكن لنا في ذلك حيلة، فبينا نحن كذلك إذ دخل عليه بعض الشعراء، إمّا الرّقاشيّ و إمّا غيره من طبقته، فسلّم و أخذ بعضادتي الباب ثم قال:

ألا أنعم صباحا يا أبا الفضل [3] و اربع‌

على مربع القطربليّ المشعشع‌

و علّل نداماك العطاش بقهوة

لها مصرع في القوم غير مروّع‌

فإنك لاق كلّما شئت ليلة

و يوما يغصّان الجفون بأدمع‌

/ قال: فبكى العبّاس و قال: صدقت و اللّه، إن الإنسان ليلقى ذلك متى يشاء، ثم دعا بالطّعام فأكل، ثم دعا بالشّراب فشرب و نشط، و مرّ لنا يوم حسن طيّب.


[1] السنة: الوجه أو الجبهة.

[2] ف «تطش». و في مد «تبغش». و في مي «تبعثر».

[3] ت «أيها الفضل».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست