responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 107

عليه، ثم رجعت إلى مجلسها، فلم ننشب أن سمعنا شحيج بغلة سكينة، فلما استبانها زيد قام فأخذ بركابها، و اختبأت ناحية، فقامت الديباجة إلى سكينة فتلقّتها و قبّلت بين عينيها، و أجلستها على الفراش، و جلست هي على بعض النمارق، فقالت سكينة: أشعب و اللّه صاحب هذا الأمر، و لست لأبي إن لم يأت يصيح صياح الهرة [1] لن يقوم لي بشي‌ء أبدا، فطلعت على أربع أصيح صياح الهرة [1]، ثم دعت جارية معه مجمر كبير فحفنت منه و أكثرت، و صبّت في حجر الديباجة، [2] و حفنت لمن معها فصبّته في حجورهن [2] و ركبت و ركب زيد و أنا معهم، فلما صارت إلى منزلها قالت لي: يا أشعب أ فعلتها؟ قلت: جعلت فداءك، إنما جعلت لي عشرين دينارا، و قد عرفت طمعي و شرهي، و اللّه لو جعلت لي العشرين دينارا على قتل أبويّ لقتلتهما، قال: فأمرت بالرحيل إلى الطائف، فأقامت بالطائف و حوّطت [3] من ورائها بحيطان و منعت زيدا أن يدخل عليها. قال: ثم قالت لي يوما: قد أثمنا في زيد و فعلنا [4] ما لا يحل لنا، ثم أمرت بالرحيل إلى المدينة، و أذنت لزيد فجاءها.

/ قال الزّبير: و حدّثني عبد اللّه بن محمد بن أبي سلمة قال:

جاء أشعب إلى مجلس أصحابنا فجلس فيه، فمرّت جارية لأحدهم بحزمة عراجين من صدقة عمر، فقال له أشعب: فديتك، أنا محتاج إلى حطب فمر لي بهذه الحزمة، قال: لا، و لكن أعطيك نصفها على أن تحدّثني بحديث ديباجة الحرم، فكشف أشعب ثوبه عن استه و استوفز و جعل يخنس [5] و يقول: إن لهذا زمانا [6]، و جعلت خصيتاه تخطّان الأرض، ثم قال: أعطاني و اللّه فلان في حديث ديباجة الحرم عشرين دينارا، و أعطاني فلان كذا، و أعطاني فلان كذا، حتى عدّ أموالا، و أنت الآن تطلبها مني بنصف حزمة عراجين! ثم قام فانصرف.

و في ديباجة الحرم يقول عمر بن أبي ربيعة:

صوت‌

ذهبت و لم تلمم بديباجة الحرم‌

و قد كنت منها في عناء و في سقم‌

جننت بها لمّا سمعت بذكرها

و قد كنت مجنونا بجاراتها القدم‌

إذا أنت لم تعشق و لم تدر ما لهوي‌

فكن حجرا بالحزن من حرّة أصمّ [7]

غناه مالك بن أبي السّمح من رواية يونس عن حبيش [8].

قال الزبير: و حدّثني شعيب بن عبيدة، عن أبيه، قال:

دخل رجل من قريش على سكينة بنت الحسين عليهما السّلام، قال: فإذا أنا بأشعب متفحّج [9] جالس تحت‌


(1- 1) التكملة من ف.

(2- 2) التكملة من ف.

[3] ف «و أحاطت».

[4] ف «و عملنا ما لا يحل لنا».

[5] استوفز في قعدته: قعد منتصبا غير مطمئن. و خنس: تأخر.

[6] ف «أف لهذا زمنا، أف لهذا زمنا»، بدل «إن لهذا زمانا».

[7] ف «من صخرة أصم».

[8] ب، مد، مم «غير مجنس» بدل «عن حبيش».

[9] المتفحج: المفرج بين رجليه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست