السرير، فلما رآني جعل
يقرقر مثل الدجاجة فجعلت أنظر إليه و أعجب، فقالت: ما لك تنظر إلى هذا؟ قلت: إنه
لعجب، قالت: إنه لخبيث، قد أفسد علينا أمورنا بغباوته، فحضنته بيض دجاج، ثم أقسمت
أنه لا يقوم عنه حتى ينفق [1]./ و هذا الخبر عندنا غير مشروح، و لكن هذا ما
سمعناه، و نسخته على الشرح من أخبار إبراهيم بن المهديّ الّتي رواها عنه يوسف بن
إبراهيم، و قد ذكر في أخبار سكينة.
و روى عن أحمد بن الحسن
البزّاز: وجدت بخط ابن الوشّاء، عن أبي الوشاء، عن الكديمي، عن أبي عاصم قال: قيل
لأشعب الطامع: أ رأيت أحدا قط أطمع منك، قال: نعم كلبا يتبعني أربعة أميال على مضغ
العلك [2].
أخبرني الحرميّ بن أبي
العلاء، و عمي عبد العزيز بن أحمد [3]، و حبيب بن نصر المهلّبيّ، قالوا: حدثنا
الزبير بن بكار، قال: حدّثني مصعب، عن عثمان بن المنذر، عن عبد اللّه بن أبي بشر
بن عثمان بن المغيرة، قال:
سمعت جلبة شديدة مقبلة من
البلاط، و أسرعت فإذا جماعة مقبلة، و إذا امرأة قد فرعتهم طولا، و إذا أشعب بين
أيديهم بكفّه دفّ و هو يغنّي به و يرقص و يحرف استه و يحركها و يقول:
ألا حيّ الّتي خرجت
قبيل الصّبح فاختمرت
يقال بعينها رمد
و لا و اللّه ما رمدت
فإذا تجاوز في الرقص
الجماعة رجع إليهم حتى يخالطهم و يستقبل المرأة فيغنّي في وجهها و هي تبسم و تقول:
حسبك الآن، فسألت عنها،
فقالوا: هذه جارية صريم المغنية استلحقها صريم عند موته، و اعترف بأنها بنته،
فحاكمت ورثته [4] إلى السلطان، فقامت لها البينة فألحقها به و أعطاها الميراث منه،
و كانت أحسن خلق اللّه غناء، كان يضرب بها المثل في الحجاز فيقال: أحسن من غناء
الصّريميّة.
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدثنا الدمشقيّ، قال: حدثنا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني أبي، قال:
/ اجتازت
جنازة الصّريميّة بأشعب و هو جالس في قوم من قريش فبكى عليها ثم قال: ذهب اليوم
الغناء كله، و على أنها الزانية كانت- لا رحمها اللّه- شرّ خلق اللّه، فقيل: يا
أشعب ليس بين بكائك عليها و لعنك إيّاها فصل في كلامك، قال: نعم، كنّا نجيئها الفاجرة
بكبش، فيطبخ لنا في دارها ثم لا تعشّينا- يشهد اللّه- إلا بسلق.
أشعب و الغاضري
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا مصعب:
بلغ أشعب أن الغاضريّ [5]
قد أخذ في مثل مذهبه و نوادره، و أن جماعة قد استطابوه، فرقبه حتى علم أنه في
مجلس/ من مجالس قريش يحادثهم و يضحكهم فصار إليه، ثم قال له: قد بلغني أنك قد نحوت
نحوي و شغلت عنّي من كان يألفني فإن كنت مثلي فافعل كما أفعل، ثم غضّن [6] وجهه و
عرّضه و شنّجه حتى صار عرضه أكثر من طوله،