فانطلقوا يعطكم تمرا،
فمضوا، فلما أبطئوا ظننت أنّ الأمر كما قلت فاتّبعتهم.
أخبرني أحمد بن عبد
العزيز، قال: حدّثني محمد بن القاسم، قال: أخبرنا أبو مسلم، قال: أخبرني
المدائنيّ، قال:
/ بينا
أشعب يوما يتغدّى إذ دخلت جارة [1] له، و مع أشهب امرأته تأكل، فدعاها لتتغدّى،
فجاءت الجارة [1] فأخذت العرقوب بما عليه- قال: و أهل المدينة يسمونه عرقوب ربّ
البيت- قال: فقام أشعب فخرج ثم عاد فدقّ الباب، فقالت له امرأته: يا سخين العين ما
لك! قال: أدخل؟ قالت: أ تستأذن أنت، و أنت ربّ البيت؟ قال: لو كنت ربّ البيت ما
كانت العرقوب بين يدي هذه.
أشعب يبكي نفسه
أخبرني بعض أصحابنا، قال:
حدثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ، قال: حدثنا الزبير، قال: حدّثني مصعب، قال: قال لي
ابن كليب:
حدّثت مرّة أشعب بملحة
فبكى، فقلت: ما يبكيك؟ قال: أنا بمنزلة شجرة/ الموز إذا نشأت ابنتها قطعت، و قد
نشأت أنت في مواليّ و أنا الآن أموت، فإنما أبكي على نفسي.
أخبرني أحمد بن عبد
العزيز، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثنا الزّبير بن بكّار، قال:
كان أشعب الطّمع يغنّي و
له أصوات قد حكيت عنه، و كان ابنه عبيدة يغنّيها، فمن أصواته هذه:
أروني من يقوم لكم
مقامي
إذا ما الأمر جلّ عن الخطاب
إلى من تفزعون إذا حثوتم
بأيديكم عليّ من التراب
أشعب و سكينة بنت
الحسين
أخبرني الحسن بن عليّ
الخفّاف، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ، قال: حدثنا الزبير بن بكّار، قال:
حدثنا شعيب بن عبيدة بن
أشعب، عن أبيه، عن جدّه، قال:
كانت سكينة بنت الحسين بن
عليّ عليهم السّلام عند زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان/ قال: و قد كانت أحلفته ألّا
يمنعها سفرا و لا مدخلا و لا مخرجا فقالت: اخرج بنا إلى حمران [2] من ناحية عسفان،
فخرج بها فأقامت، ثم قالت له: اذهب بنا نعتمر، فدخل بها مكة، فأتاني آت، فقال:
تقول لك ديباجة الحرم- و هي امرأة من ولد عتّاب بن أسيد-: لك عشرون دينارا إن
جئتني يزيد بن عمرو الليلة في الأبطح، [3] قال أشعب: و أنا أعرف سكينة و أعلم ما
هي، ثم غلب عليّ طباع السوء و الشره، فقلت لزيد فيما بيني و بينه: إن ديباجة الحرم
أرسلت إليّ بكيت و كيت، فقال: عدها الليلة بالأبطح [3]، فأرسلت إليها فواعدتها
الأبطح و إذا الديباجة قد افترشت بساطا في الأبطح و طرحت النمارق، و وضعت حشايا و
عليها أنماط، فجلست عليها، فلما طلع زيد قامت إليه، فتلقّته و سلّمت