و يكره الأكل و الشرب إلّا بعد المضمضة و الاستنشاق، (1) و النوم
إلّا بعد الوضوء، و الخضاب (2)
المنتهى بعد أن حكى عن الشّيخين التحريم، قال: إنّه لم نجد به حديثا مرويّا[1]، فمال إلى
الكراهية، و التّحريم أظهر، لأن للاسم حظّا من المسمّى، و لمناسبة التّعظيم، و
لموافقة كبراء الأصحاب.
قوله: (و الأكل و
الشّرب إلا بعد المضمضة و الاستنشاق).
[1] لورود
النهي عنهما قبل ذلك[2]، قال ابن بابويه: إنّه يخاف عليه البرص[3] قال: و روي
«إن الأكل على الجنابة يورث الفقر»[4]، و في بعض الأخبار
النّهي عنهما ما لم يتوضّأ[5]، و في صحيح زرارة،
عن أبي جعفر عليه السّلام غسل اليدين و المضمضة و الوجه، ثم يأكل و يشرب[6]، و في حديث
عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام الأمر بغسل يده، و أن الوضوء أفضل[7]، و الظّاهر
أنّه لهذا الاختلاف قال المحقّق في الشّرائع:
و تخف
الكراهية بالمضمضة و الاستنشاق[8]، و ظاهر كلام
الأكثر أنها تزول، و لا بأس به، و ما زاد في الأخبار منزّل على الأفضل.
و ينبغي أن
يراعى في الاعتداد بهما عدم تراخي الأكل و الشّرب عنهما كثيرا في العادة، بحيث لا
يبقى بينهما ارتباط عادة، و تعدد الأكل و الشّرب، و اختلاف المأكول و المشروب لا
يقتضي التعدد إلا مع تراخي الزمان، لصدق الأكل و الشّرب على المتعدّد، باعتبار
كونهما مصدرين.
قوله: (و
الخضاب).
[2] الخضاب:
ما يتلوّن به من حناء و غيره، و قد اختلفت الأخبار في الخضاب