و الممتزج بها مزجا يخرجه عن الإطلاق، فهو طاهر غير مطهّر لا من
الحدث و لا من الخبث، (1) فان وقعت فيه نجاسة فهو نجس قليلا كان أو كثيرا. فان مزج
طاهرة بالمطلق، فإن بقي الإطلاق فهو مطلق (2) و إلّا فمضاف.
في ذلك، أو أوضح دلالة مثل الحنطة برّ، و العشرق نبت[1].
قوله: (و هو طاهر
غير مطهّر لا من الحدث و لا من الخبث).
[1] يمكن أن
تكون إعادة (لا) مع العطف في قوله: (و لا من الخبث) للاعتناء بالرد على المخالف في
ذلك، فان كلّا من الأمرين قد وقع الخلاف فيه، فقال ابن بابويه بتطهيره من الحدث[2] تعويلا على
رواية شاذة[3].
و قال
المرتضى بتطهيره من الخبث، لصدق اسم المأمور به على إزالة النجاسة،[4] و هما
ضعيفان، و ما ادعاه من الصدق ممنوع.
و قد
استدلوا على انحصار الطهورية في المطلق بقوله تعالى (وَ
أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً)[5].
أما من حيث
أن ذلك وقع في معرض الامتنان، فلو لا الانحصار المذكور، لكان المناسب للغرض
الامتنان بالأعم، و لأن رفع الحدث و زوال الخبث حكم شرعي، فيتوقف على ورود الشرع
به، و لم يرد ثبوت ذلك للمضاف، فلا يكون استدلالا بمفهوم اللقب الضعيف.
قوله: (فان مزج
طاهرة بالمطلق، فإن بقي الإطلاق فهو مطلق).
[2] أي: فان
بقي الإطلاق في المطلق، إذ بالمزج يحدث الإطلاق في المجموع على ذلك التقدير، فلا
ينتظم بقاء الإطلاق فيه بالمزج، إلّا أن يراد بالبقاء الحصول، و الضمير في قوله:
(فهو مطلق) ينبغي على الأول أن يعود الى المجموع، و إن كان خلاف المتبادر من سوق
الكلام، إذ لو أعيد إلى المطلق لصار هكذا فالمطلق مطلق،