اسم الکتاب : المسائل الناصريات المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 110
و إذا أردت لقاء العدو فخذ سلاحك، و تقدير الكلام: فالبس ثيابك للقاء
الأمير، و خذ سلاحك للقاء العدو.
و الغسل لا
يكون للصلاة إلا بالنية، لأن بالنية يتوجه الفعل إلى جهة[1] دون غيرها.
و أيضا ما
روي عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من قوله: «الأعمال بالنيات، و إنما لامرئ
ما نوى»[2] و قد علمنا أن الأعمال قد توجد أجناسها من غير نية، فوضح
أن المراد بالخبر أنها لا تكون قربة شرعية مجزئة إلا بالنيات.
و قوله عليه
السلام: «إنما لا لامرئ ما نوى» يدل على أنه ليس له ما لم ينو.
هذا حكم
اللغة العربية، ألا ترى أن القائل إذا قال: «إنما لك درهم» فقد نفى أن يكون له
أكثر من درهم.
و الذي يدل
على صحة ما ذكرناه في لفظه (إنما) أن ابن عباس [1] كان يذهب الى جواز بيع الدرهم
بالدرهمين نقدا و يأبى نسية[3].
و خالفه في
ذلك وجوه الصحابة، و احتجوا عليه بنهي النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن بيع
[1]
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس القرشي الهاشمي،
ابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و كان يسمى البحر، لسعة علمه، و حبر
الأمة، و جاء عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: (لكل شيء فارس و فارس القرآن
عبد الله بن عباس) و الأخبار الدالة على مدحه و ملازمته للإمام علي و من بعده
للامامين الحسن و الحسين عليهم السلام كثيرة، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، و مات
بالطائف سنة 68 ه انظر: سفينة البحار 2: 150، معجم رجال الحديث 10: 229- 6943،
وفيات الأعيان 3: 62، أسد الغابة 3: 192، رجال الطوسي 22- 6 و 46- 3.[1]
في (م): «وجهة» بدل «جهة».
[2] صحيح
البخاري 1: 92- 53، صحيح مسلم 3: 1515- 155، سنن الترمذي 4: 154- 1647، سنن أبي
داود 2: 269- 2201، سنن النسائي 1: 58، سنن ابن ماجة 2: 1413- 4227، السنن الكبرى
للبيهقي 7: 341، التهذيب 4: 186- 518- 519، أمالي الشيخ الطوسي 2: 231.
[4] بداية
المجتهد 2: 195، حلية العلماء 4: 153، سنن الترمذي 3: 543.
اسم الکتاب : المسائل الناصريات المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 110