responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 212

به. فيكون الاحسان الى الغير سببا لاستكماله، و تركه يصير سببا لنقصانه. فيعود المحذور المذكور.

الشبهة الثانية لهم: قالوا: لو كان اللّه تعالى مريدا، لكان مريدا بإرادة محدثة. و هذا محال فذلك محال. أما بيان الملازمة فهو أن القصد الى الايجاد يمتنع حصوله، الا عند حصول ذلك الايجاد، فأما قبل حصول ذلك الايجاد. فذلك لا يكون قصدا الى الايجاد، بل يكون ذلك عزما على أنه سيوجد فى الوقت الفلانى.

لا يقال: لم لا يجوز أن يكون العزم على أنه سيفعل غدا، يكون نفس القصد الى الايجاد عند حضور الغد؟ لأنا نقول: ان من عزم على أن يفعل بكرة الغد، ثم جلس فى بيت مظلم، لا يميز فيه بين الليل و النهار، و استمر ذلك العزم فى قلبه الى أن جاء الغد. لكنه لم يعلم مجى‌ء الغد. فانه لا يصير قاصدا الى الفعل. و لو كان العزم على الفعل غدا، يكون عين القصد الى الفعل عند مجى‌ء الغد، لصار عند مجى‌ء الغد قاصدا للفعل، بل اذا كان عازما على الفعل غدا، ثم أحس مجى‌ء الغد، تولد من ذلك العزم، و من هذا العلم:

قصد الى هذا الفعل. فثبت: أن القصد الى احداث الفعل، لا يتحقق الا حال حدوث الفعل. فثبت: أنه تعالى لو كان يفعل الأفعال بالقصد و الإرادة، لكانت إرادة لا محالة محدثة.

و انما قلنا: انه يمتنع أن تكون ارادته محدثة، لأنها لو كانت محدثة لافتقر فى خلق تلك الإرادة الى إرادة اخرى، فيلزم اما الدور، و اما التسلسل. و كل ذلك محال، فثبت: أنه يمتنع كونه تعالى مريدا.

لا يقال: أ ليس من الناس من قال: ان علم اللّه تعالى بالمتغيرات‌

اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست