responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 196

واختلط لأجل ما به من المرض؟ وهذا أحسن ما يقال فيه، ولا يجعل إخباراً، فيكون إمّا من الفحش أو الهذيان. والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك))[1] (انتهى).

فأنت ترى محنة التأويل الّتي دخل فيها أتباع مدرسة الخلفاء من أجل تمرير هذه (الفاجعة) ليبلغوا جهدهم ويقولوا بعدها: (وهذا أحسن ما يقال فيه)، أو: (لا يظن بقائلها ذلك)!

إلا أنّا نقول: كيف تستقيم دعوى الاستفهام والإنشاء هذه مع ما نقلتموه في صحاحكم أنّها قد وردت على سبيل الإخبار لا الإنشاء؟!

فاُنظر ما نقلناه قبل قليل عن صحيح البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب السير والجهاد لتقف على هذه الحقيقة بأنّ هذه اللفظة وردت على سبيل الإخبار لا الإنشاء! ولو سلّمنا بأنّ هذه الكلمة وردت مورد الاستفهام والإنشاء دون الإخبار، فهل يراها ـــ عباقرة التأويل ـــ تقل بشاعة وفظاعة عن صيغة الإخبار، مع أنّهم يفسّرونها وبكلّ صراحة أنّها تعني: (هل تغيّر كلامه واختلط لأجل ما به من المرض)؟.. أفلا يرى المتكلمون بمثل هذا الكلام وما تلوكه ألسنتهم هنا بأنّه ينافي العصمة الثابتة للنبيّ(صلى الله عليه وآله) بالإجماع عند المسلمين بعد البعثة ؟! وسيأتي ـــ بعد قليل ـــ دفعه(صلى الله عليه وآله) عن نفسه تهمة الهذيان أو الخلط, وأنّه(صلى الله عليه وآله) لا يقول إلا حقّاً في الحالات جميعها سواء في حالة المرض أم غيره!

وقول ابن الأثير: ((ولا يظن به ذلك..))، نقول: إنّ المتابع لأفعال هذا الصحابي وتجرآته على النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـــ وقد مرّ بيان بعضها ـــ يظن به ذلك، بل إنّ هذه الفظاظة والغلظة كانت موضع الشكوى من الصحابة أنفسهم!


[1] النهاية في غريب الحديث 5: 246.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست