فقد ذكر المؤرخون أنَّ أبا بكر عندما نصّ على تعيين عمر بن الخطاب خليفة له من بعده أقبل إليه أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقالوا له: ما تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظاً غليظاً؟[1].
وفي أحد المصادر ذُكر أنّ المتكلم كان طلحة[2] ـــ وهو أحد العشرة المبشرة على رواية القوم ـــ، وفي بعضها الآخر: قال لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، إنّا كنّا لا نحتمل شراسته وأنت حي تأخذ على يديه، فكيف يكون حالنا معه وأنت ميت وهو الخليفة[3]؟
وأيضاً ممّن صرّح بأنّ قائل تلك الكلمة (هجر) أو (أهجر) إنّما هو عمر بن الخطاب دون غيره، ابن تيمية في (منهاج السنّة)، الجزء السادس، الصفحة 315، وهو أيضاً تكلّف كغيره محنة التأويل كما تقدّم الأمر عن ابن الأثير، إلا أنّ كلامه لم ينهض بالدفاع عن (الخليفة)! بعد أن ثبتت الحادثة بالكيفيات البيانية المختلفة الّتي لا تقبل التأويل!!
وممّن صرّح بأنّ قائل تلك الكلمة عمر بن الخطاب اللغوي الشهير ابن منظور الأفريقي في (لسان العرب)[4]، وكذلك ابن الجوزي في (تذكرة الخواص)[5]، والغزالي في (سرّ العالمين)[6]، والخفاجي في شرحه على الشفا[7].
[1] مصنف ابن أبي شيبة 7: 485، 8: 574، تاريخ مدينة دمشق 3: 413، نوادر الأصول 3: 138، لسان العرب 8: 166.