responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ المؤلف : الباقري، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 16

باباً خاصاً في مصنفاتهم، وأشبعوها بحثاً وتحليلاً، وأدخلوها في الكثير من أبواب الفقه المختلفة، ومسائله المتنوعة.

إنَّ شيوعَ هذه الصلاة في شهر رمضان، وسعةَ انتشارِ صيتها لدى القاصي والداني من المسلمين، يجعلُنا في غنىً عن الخوض في تعريفها وبيان معناها بالتفصيل، ونكتفي هنا بالقول بأنَّها إنما سُميت بصلاة (التراويح)؛ لأنَّ المصلين يستريحون بعدَ كلِّ أربع ركعاتٍ منها، أي بعدَ كل تسليمتين [1]، ثمَّ يبادرون للأربع الأخرى، ثم صارت (الترويحة) اسماً لكل أربع ركعات من هذه الصلاة [2].

و(التراويح) مفردها (ترويحة) وهي (الاستراحة) في اللغة [3]، مأخوذة من (الراحة) التي تعني زوالَ المشقة والتعب [4]، وهي تُطلقُ على (الجلسة) مطلقاً، فأُطلقت على الاستراحة المخصوصة بعد كلِّ تسليمتين من هذه الصلاة، ثم على كلِّ أربع ركعاتٍ منها كما تقدم.

إنَّ مضمونَ الرواية ينصُّ على أنَّ (عمر بن الخطاب) شاهد المصلين يتنفلون بالصلاة ليلاً في المسجد النبوي الشريف تقرباً إلى الله (جَلَّ وَعَلا) في زمن خلافته سنة أربع عشرةَ للهجرة، وكانوا يصلون نوافلهم فرادى كما هو دأبهم من قبل، وكما تعلّموا ذلك من رسول الله (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)، وكما كانَ أمرُهم عليه في زمن خلافة (أبي بكر)، ولكنَّ (عمر بن الخطاب) لم يرقه هذا المشهد، ولم يعجبه منظرهم متفرقين أشتاتاً؛ فرأى في تلك اللحظة أن يجمعهم على إمامٍ واحدٍ، ويحولَّ أداءهم للصلاة من أداءٍ فرديٍّ إلى أداءٍ جماعي، فاختار الصحابي (أبيَّ بن كعب)، وطلب منه أن يؤم


(1) سعدي أبو حبيب، القاموس الفقهي لغةً واصطلاحاً، ص: 55.

وانظر: الزبيدي، تاج العروس، ج: 2، ص: 151.

(2) السيد سابق، فقه السنة، ج: 1، ص: 205.

(3) قلعجي، د. محمد و قنيبي، د. حامد، معجم لغة الفقهاء، ص: 127.

وانظر: ابن منظور، لسان العرب، ج: 2، ص: 462.

(4) ابن منظور، لسان العرب، ج: 2، مادة: روح.

اسم الکتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ المؤلف : الباقري، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست