اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 15 صفحة : 259
أهل العدالة
والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنباً » [1] الحديث.
واعلم أنّ الماتن
لم يتعرّض للمروءة في مزيل العدالة مع اشتهار زوالها بمخالفتها ، إمّا لكونها
جزءاً منها كما هو المشهور بينهم ، أو شرطاً في قبولها كما جرى عليه جماعة [2].
وكأنّه لم يجعل
تركها قادحاً فيها ، أو متوقّف فيه كما هو الوجه جدّاً ؛ لعدم وضوح دليل على
اعتبارها ، عدا ما قيل [3] من أنّ مخالفة
المروءة إمّا لخبل ونقصان عقل أو قلّة مبالاة وحياء ، وعلى التقديرين تبطل الثقة
والاعتماد على قوله ، أمّا الخبل فظاهر ، وأمّا قليل الحياء فلأنّ من لا حياء له
يصنع ما يشاء ، كما ورد في الخبر [4].
وهو مستند ضعيف.
وأضعف منه ما استدل به بعض [5] من قول مولانا الكاظم 7 : « لا دين لمن لا مروءة له ، ولا مروءة لمن لا عقل له » [6].
فإنّ فيه ما ذكره
بعض الفضلاء [7] من أنّ استعمال المروءة بالمعنى
[1] أمالي الصدوق
: 91 / 3 ، الوسائل 27 : 395 كتاب الشهادات ب 41 ح 13.
[2] منهم الشهيد
الثاني في المسالك 2 : 402 ، والمحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان 12 :
315.