اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 12 صفحة : 240
الأُمور اللازمة ،
فقد ورد عن أهل العصمة سلام الله عليهم أنّهم ليسوا إلاّ كالجدر المنصوبة ، وأنّ
عباداتهم بأسرها فاسدة [1].
وحينئذٍ فأيّ
خيريّةٍ في أعمالٍ قد قام الدليل على بطلانها ، وكونها في الظاهر بصورة العبادة لا
يجدي نفعاً ؛ لأنّ خيريّة الخير وشرّيّة الشر إنّما هو باعتبار ما يترتّب على كلّ
منهما من النفع والضرر ، كما ينادي به النبوي : « لا خير بخير بعده النار ، ولا شر
بشرٍّ بعده الجنّة » [2] هذا.
مع ما في بعض
المعتبرة [3] من ردّ شهادة بعض الفرق المخالفة ، كما حكاه بعض الأجلّة.
مضافاً إلى وقوع
التصريح باشتراط الإيمان في بعض المعتبرة ، ففي العيون عن مولانا الرضا 7 : « قال علي 7 في قوله تعالى ( مِمَّنْ
تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ )[4] من ترضون دينه ، وأمانته ، وصلاحه ، وعفّته ، وتحصيله ،
وتمييزه ، فما كلّ صالح مميّز ، ولا كل محصل مميّز » [5].
وبالجملة : القول
بقبول شهادة المخالف الذي عرف منه خير ما أو صلاح في الجملة فاسد بالبديهة ،
كالاكتفاء بظاهر الإيمان خاصّة ، من دون اعتبار حسن الظاهر ولا الملكة ، بل اللازم
مراعاة الإيمان مع حسن الظاهر خاصّة ، وإن كان اعتبار الملكة أحوط البتّة ، إلاّ
أنّ الأدلّة ظاهرة في الأوّل ،
[1] انظر الوسائل 1
: 118 أبواب مقدمة العبادات ب 29.