responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 76

مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ) الحج: (78)، فلفظة اجتباكم خاصة بذرية إبراهيم من نسل إسماعيل وليس الخطاب لعموم الأمة الإسلامية، اجتباكم بمعنى اصطفاكم وليس صحيحاً ما يقال أنَّ إسماعيل هو أبُ العرب وإنما هو أب قريش، (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) وهذه التسمية في سورة البقرة (وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) البقرة: 128، (وَفِي هَذَا) أي في هذا الاجتباء والاصطفاء (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) إذن ملف ذرية إبراهيم (ع) في القرآن الكريم شبكة من الآيات أوضحها أهل البيت عليهم السلام، هذه هي التي يقول عنها إبراهيم من نسل إسماعيل: (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم: (37) فكان الهدف إقامة معالم الدين إلا أن قطب رحى الدين بمن؟ الجواب يتضح في قوله (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ).

علاقة هذه الآية بآية المودة

إذن إعظام بيت الله الحرام وشعائر الحج والدين إنما يدور رحاه بمن قال عنهم: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) و (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورى: 23، فالنبرة التي يتكلم بها النبي إبراهيم (ع) هي نبرة مركزية وقطبية ومحورية ذريته، ونفس النبرة موجودة في آية المودة أي نفس المعادلة، ونفس المعادلة الموجودة في أن خليفة الله قطب رحى الكون نفسها موجودة في لفظة النبي إيراهيم (ع)، ودأب أهل البيت (ع) في تفسير القرآن على شكل شبكة، حيث أنك إذا قرأت لفظة تابع هذه اللفظة في آيات أخرى كي يتضح لك هذا الهرم المعلوماتي القرآني، ونفس هذه النبرة وهي أن خليفة الله هو قطب رحى الكون بما أوتي من سلاح علمي جبار وهو العلم الأسمائي أيضا موجودة في: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)، أيضا موجود في آية المودة نفس المعنى في قوله تعالى (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورى: 23، و (عليه) سواء عاد الضمير إلى جهد النبي (ص) أو عاد إلى الدين، وجهد النبي (ص) هو الدين، فالمعنى واحد، الرسالة برمتها بعقيدتها وتوحيدها ومعادها جعلت في كفة ومودة القربى في كفة أخرى، وهذا ليس غلوا أو مبالغة؛ لأن هذا التعبير هو تعبير رب العزة تبارك وتعالى، فقطب رحى الدين يدورعلى مودة ذوي القربى، ويوجد من الدلائل القرآنية ما لا يحصى مما يدل على أن الشعائر الحسينية من عمادة الدين ليس شأنها شأن الصلاة فقط، وإلا لو حذفنا هذه الآية: (عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ ...) فالبيت محرم له حرمه، والصلاة عمود الدين، وهذا كله صحيح، فلماذا يقول النبي إبراهيم وكما يقرره الله تعالى في كتابه: (فاجعل) أي الفائدة والثمرة من الحج هي أن تهوي قلوب المؤمنين إلى ذ رية إبراهيم (ع).

الحج بدون مودة أهل البيت (ع) كحج الجاهلية

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست