responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 75

وهذا النظام بعينه نراه في روايات أهل البيت (ع)، ويستغرب ذلك القائل كيف تكبرون من زيارة الحسين (ع) على زيارة بيت الله الحرام؟ وكيف تكبرون من تقديس كربلاء على الحرم المكي؟ نحن ليس لدينا تفريط في زيارة بيت الله الحرام، وإنما الكلام هنا في مقام بيان المفاضلة، وليس هذا مدعاة للتعجب، فهذا الأمر له ما يؤيده من كتاب الله كما ذكرنا.

الدور المحوري للشعائر الحسينية

هناك بعض الاتجاهات تثير إثارات ضد الشعائر الحسينية، وكأنما تجهل مدى عمادتها في الدين، وأنها عمادة وعمود في الدين، وليست عمود في الدين فحسب بل عمود في هداية البشرية وصلاح البشرية وترشيد البشرية، وفكر أهل البيت (ع) النير والمتمدن هو الذي ينتشل البشرية من هذه البراثن والمشاكل التي تعيش فيها.

دلائل قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)

قوله تعالى على لسان إبراهيم (ع): (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم: (37)، أي أن معالم الدين تقام على يدهم، إذن هناك غاية من إعظام بيت الله الحرام، وإحياء معالم الدين، ووجود هذه الغاية يعني وجود قطب رحى ومركز دائرة يدورعليها فلك الدين، ذكرها النبي إبراهيم (ع) في نفس الآية بقوله: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) وكأنما ثمرة وإثمار إشادة بيت الله الحرام مودة ذرية إبراهيم (ع)، وإذا كنتم تسألون هل هناك آية مودة ثانية في القرآن الكريم لأهل البيت (ع) نعم هناك آية لا تحمل لفظ المودة بل (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) هنا النبي جعل لبابة ثمار إعظام بيت الله الحرام، وإحياء الدين وبيت الله الحرام هوي قلوب المؤمنين لذريته، فهل النبي إبراهيم كان عنصريا أو قبليا أو بدويا؟ حاشاه، قال تعالى: (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة: (124)، إنه نبي من أنبياء الله العظام، قال تعالى: (رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة: (128)، وقال تعالى: (رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) البقرة: (129).

علاقة النبي إبراهيم بالأمة الإسلامية

قال تعالى: (وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست