responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 74

السلام، وأي نبتة من النباتات تموت فإن ذلك يكون بتدبير من عزرائيل، فعزرائيل عنده احصائيات النباتات وإحصائيات موت الإنس والجن، وأي كائن حي يستلم تدبير موته عزرائيل في منظومة الخلقة.

السجود لآدم باعتباره خليفة الله

ليس من الاعتباط أن يجعل الله سبحانه وتعالى مركز القيادة والإدارة خليفة الله (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) ص: (71)، (72)، الله لا يفعل شيئاً اعتباطاً، وليس بينه وبين خلقه نسب، وكل فعل من الله يكون على زنة وحكمة بالغة ومعادلات ثاقبة، وهذه المنظومة وردت في سبع سور من سور القرآن الكريم، وهذا أول مشهد مجلجل في تاريخ البشرية، بل في تاريخ الكائنات، وهو أن يجعل الله محور الكائنات خليفة الله، وهذا المعنى مؤكد في القرآن، وهو منظومة و معادلة قرآنية بينة وواضحة، بل نستطيع أن نقول أن ملفات سور القرآن الكريم كلها تتضمن شؤون الملائكة، شؤون الملائكة وما لهم من صلاحيات مذكورة جعل القرآن قطب رحاها خليفة الله، فالإسجاد الذي حصل من الملائكة لم يكن مختصا بآدم (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) ص (71)، (72) وقوله تعالى: (وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ) البقرة: (34) ليس السجود لآدم بما هو آدم، بل بما هو خليفة الله، فالأمر عام، اسجدو لنوح اسجدوا لإبراهيم اسجدوا لموسى اسجدوا لعيسى اسجدوا لمحمد (ص) اسجدوا لخلفاء محمد (ص) باعتبار أنَّ كلَّ هؤلاء خلفاء الله.

ما المقصود من الملك العظيم؟

وهذه مراسم ومقاليد مقام الخلافة الإلهية التي عبر عنها القرآن الكريم بالملك العظيم قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) النساء: (54) فالملك العظيم هو أن كل مقدرات وطاقات الكون تدبيرها بيد خليفة الله، ولا ريب أنها تمر عبر معادلات ومنظومات، وقطب الرحى في الانطلاقة يكون خليفة الله. وقال تعالى: (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة: (124)، أيضا ورد في حق اسحاق ويعقوب في قوله تعالى: (وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ (72) وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ) الأنبياء: (72)، (73).

هل هذا النظام الذي يرسمه لنا القرآن الكريم نظام كهنوتي إغنوصي باطني كما يطعن الطاعنون في هذه الفكرة؟ لا، بل هو نظام واقعي يرسمه لنا القرآن الكريم،

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست