responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 60

من غيرها من الملل والنحل يتحسس من موضوع الحب والبغض كما هو مذهب أهل البيت عليهم السلام، فهو مذهب يحث على التضامن والمساندة ووحدة الموقف كما هو في المصطلحات الحديثة، أوالتولي كما هو في المصطلح الديني، وفي مقابل ذلك الاستنكار والشجب والإدانة في المصطلحات الحديثة، والتبري بالمصطلح الديني، وسواء استخدمنا المصطلح الحديث أم المصطلح الديني فالموقف المطلوب الذي يطلبه أهل البيت (ع) من أتباعهم هو موقف واحد يتمثل في التضامن مع المظلوم والبراءة من الظالم انطلاقا من مسئولية الموقف تجاه الظالم والمظلوم.

الروح هي المسئولة عن الحب والبغض

والروح هي المسؤولة عن الحب والبغض، وما حدث في التاريخ وما سوف يحدث له أثره الكبير على الروح وتلوين الروح وتشخيص هوية الروح، فالحوادث التاريخية ليست شيئا أكل الدهر عليه وشرب، وإنما هي حوادث حاضرة ومؤثرة على الروح، وقد يعبرعن الروح بأنها حصيلة معلومات، ولا يمكننا أن نتصور الروح من غير معلومات.

تشدد القرآن الكريم وأهل البيت (ع) في مسألة الحب والبغض

وتشدُد أهل البيت (ع) في هذه المسألة يتوافق مع التشدد القرآني في المسألة ذاتها، والسبب في ذلك أن ما حدث في التاريخ يؤثر في الروح، فكل الأمور التي مضت حاضرة لدى الروح ومؤثرة عليها، والروح هي حصيلة المعلومات فلا يمكن تصور الروح بلا معلومات، فكل ما هو حي متعلق بالروح كما قيل أن الناس موتي وأهل العلم أحياء، والعلم هو حياة الروح، وتمام هوية الروح ووجودها هي المعلومات، والجهل هو موت الروح، ومن الخطأ أن نتحسس من إحياء ما مضى من التاريخ؛ لأن الروح هي بطبيعتها حية بما مضى وبما سيأتي، وأن ما مضى ماض بلحاظ البدن، أما بالنسبة للروح فما مضى هو حي حاضر لديها، فيجب على الإنسان أن يكون له وعي وموقف فيما صاحب ماضي الزمان من الأحداث، والذي لا يعي ما مضى من الأحداث فهذا لا بد أنه يعاني من نقص في هويته الإنسانية والروحية، ويكون بمثابة الميت الذي لا يتمتع بحياة الروح، وهو شبيه بأجزاء معطلة من ذاكرة الحاسب الآلي فإذا كانت هذه الذاكرة معطلة فلا فائدة منها، وكذلك الروح إذا كانت بدون معلومات فلا فائدة منها.

كلما ازدادت دائرة علم الروح المدرك للحقيقة اتضحت لها الحقيقة فلا ترى البياض بصورة السواد ولا السواد بصورة البياض، وحينئذ تكون الروح حية وناضجة، إذن نبش التاريخ وتقليب صفحاته سنة قرآنية والروح تتأقلم مع هذا التقليب لصفحات التاريخ وتتكامل به.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست