responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 59

موقف القرآن من الحوادث التاريخية

القرآن الكريم كتاب تاريخ ومواقف، ومن المعروف أنه يستعرض الملفات التاريخية وتمثل هذه الملفات قائمة كبيرة من القصص التاريخية، ابتداء من النشأة البشرية حيث يبين فيها العناصر الظالمة والعناصر المظلومة، ويربي الإنسان على استخلاص الدروس والعبر، ويطالب القرآن الكريم قارئه على التضامن مع المظلومين في مثل قصة هابيل وقابيل، وقصة أصحاب الأخدود، وقصة النبي يوسف (ع)، إلى أن يصل إلى زمن النبي (ص)، ويندد القرآن الكريم بالظالمين، ويحدد موقفه بالتصحيح والتخطئة كما يوازن الأفكار، ويحدد صوابية المدارس الفكرية وانحرافاتها، ويطالب قارئه أن يقف حياً ومتحركاً تجاه ما يحدده القرآن الكريم من مواقف من هؤلاء الأقوام.

القرآن الكريم يخاطب الروح

القرآن الكريم لا يخاطب البدن وإنما يخاطب الروح، والروح حاضرة في كل هذه الخطابات، وترتبط الروح بالأحداث الخارجية عن طريق قناة الإدراك، وهذه القناة كما هي موجودة بين الروح وبين الأحداث الراهنة، هي موجودة بين الروح وبين ما مضى على البدن وما سيأتي عليه، فالروح على استواء في التفاعل والإدراك والتعايش والتأثير والتأثر والتفاعل مع كل أحداث العالم الجسماني في ما مضى وفي ما سيأتي، وهذا ما يفسر لنا القاعدة الاعتقادية الفكرية الشريفة التي تقول أن الإنسان ملزم بأن يحب الصالحين، ويكره وينفر ويتبرأ ويشجب ويستنكر الظالمين، وأن من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حب المعروف قلباً، كما أن من مراتب النهي عن المنكر كراهة المنكر قلباً، فإن كان المعروف واجباً كان حبه واجباً وإن كان المنكر حراماً فكرهه يكون واجبا أيضاً، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال في حديث يا عطية، سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول:

(من أحب عمل قوم حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم)

مستدرك الوسائل، ج 12، باب 80، ص 108 رواية 13648.

الحب والبغض مسئولية كبيرة

وهذا يفسر لنا لماذا يتعلق الحب بهذه المرتبة الكبيرة، وقد تميزت مدرسة أهل البيت (ع) بهذه القضية، فلا تجد مذهبا من المذاهب التي تنتمي إلى الديانات السماوية أو

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست